الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

الصناعة و الحضارة ! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

الصناعة و الحضارة ! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

ليس بالزراعة والتجارة ولا حتى بالسياحة تنهض الدول وتتقدم، بل إن أُس وأساس تقدم الدول وحضارتها يكمن في الصناعة، ولم تصنف دول العالم إلى الفئات الثلاث ( الصناعية والمتقدمة والنامية ) إلا من خلال استثمارها في مجال الصناعة والتصنيع.

بلادنا حباها الله بخيرات وفيرة، ففيها الموارد البشرية المؤهلة، وفيها الأماكن المقدسة التي تستقبل الزائرين من كل حدب وصوب، ناهيك عن النفط والمعادن الوفيرة التي تكتنزها الأرض في دواخلها.

التركيز على الصناعة والتصنيع في الوقت الحاضر مطلب تقتضيه الضرورة سيما ونحن نستهدف بالرؤية 2030 كافة المجالات بدون استثناء، ما يستدعي نقل التقنيات الحديثة في مجال التصنيع للداخل لنكون في مصاف الدول المصدرة للمنتجات الصناعية لا المستوردة لها.

ليس شرطاً أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون فلن نستطيع مواكبتهم، بل نبدأ من حيث بدأوا ليكون لنا خصوصيتنا في هذا المجال مع الاستفادة من غيرنا.
إن مجرد نقل التقنيات والمصانع للداخل بأيدي عاملة أجنبية ليس حلاً، وإنما أقصد أن يكون هذا المجال نابعاً من أيدي عاملة وطنية تبدأ بصناعة الابرة والسيارة وتنتهي بتقنيات النانو والروبوت.

إن إلقاء نظرة شاملة على واقع السوق المحلي في المجالات التي لها علاقة بالمهن في مجال التصنيع كاللحام والخراطة يرى غياب الأيدي الوطنية ما يستدعي توجيه وتشجيع الشباب للانخراط بالدراسة في التخصصات الصناعية وفتح المجال أمامهم ليكونوا نواة للعمل بالتصنيع بعد عقد من الزمن.

خلاصة القول: لن تنهض أمة من الأمم ولن يُحسب لها حساب إلا بعد أن تأكل مما تزرع، وتلبس مما تصنع، فليس المنتج كالمستهلك، فمن يقود العالم هو من يحتكر الصناعة والتصنيع، فهل يكون لنا موطئ قدم في هذا المضمار!…..نأمل ذلك.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *