نعم لا تستغربوا العنوان، الخداع الإيجابي، بكل أسف الكثير من البشر لم يجدوا من يعمل على خداعهم إيجابياً، ولم يحاول حتى أقرب الناس لهـم، مثل الأب أو الأم خداعهم إيجابياً، بل على العكس أغلبهم جعلوا من أبنائهم واقعيين. وحتى تعرفوا عمق آثار هذا الاتجاه في التربية سأحدثكم عن تجربة علمية جرت لخداع مجموعة من الناس ولكنها أدت لنتائج هائلة ومميزة، والقصة كالتالي:.
كان يوجد في إحدى المدرس الأمريكية في منطقة فقيرة، صف من الطلبة ولكن الجامع الأكبر بينهم أنهم مشاغبون جدا، وكثيروا المشاكل، ومهملين جـــدا في دراستهم، وكانوا مختلفين في اللون والأصل والعرق والجنس. وحتى تتخلص منهم المدرسة، جمعوهم في صف واحد، وحاولوا إحضار الأشداء من الأساتـــذة لضبطهم وتعليمهم ولكن بدون أي فائدة.
وبالصدفة سمع أحد الباحثين عن قصتهم وعن المحاولات اليائسة في إيجاد طريقة لتحسين أحوالهم، فاقترح على إدارة المدرسة إجراء اختبارات علميــــــــــة عليهم، ربما تثمر عن اختراع طريقة مفيدة وحديثة لجعلهم طلبة عاديين.. وافقت المدرسة فورا، فمن هذا المجنون الذي سيضيع وقته مع هكذا نوعيــــــــ من الطلبة المشاكسين، وعندما سألت المدرسة هذا الباحث عن طريقة عمله، قال لهم: كلاما عجيبا أنه يريد إجراء تمثيلية كبيرة ومُحكمة ليخدعهـــــم من خلالها، وكانت الخطة كالتالي:.
يتم نشر إعلان في المدرسة أن لجنة كبيرة قادمة من إدارة المدراس في العاصمة ستأتي للمدرسة لإجراء تقييم لكل الصفوف، وتحديد من هو الصف الأكثـــــر عبقرية وذكاء، وأن هذه اللجنة فيها كبار العلماء وهي غير تقليدية في طرقها وأساليب عملها، وستعطي جوائز كبيرة للصف الفائز، وسيكون لهـــــــذا الصف الحق في الاشتراك في مسابقات على مستوى البلد وتكريم من الرئيس الأمريكي نفسه، وأحدث هذا الخبر ضجة كبيرة في المدرسة.
وفي اليوم الموعود حضرت اللجنة بكل هيلمانها وشكلها الرسمي وأجرت اختبارا من خلال أسئلة غريبة على كل الصفوف، ومنهم صف الطلبـــــة المشاغبين هؤلاء. غابت اللجنة عدة أيام عن المدرسة ثم حضرت مرة أخرى بعد تحضير احتفال كبير ومهيب لإعلان اسم الصف الفائز بأن طلبته قد حصلــــوا على أعلى مستوى عبقرية وذكاء.
وهنا حصلت المفاجأة المذهلة لطلاب هذا الصف من المشاغبين حين أُعلن أنهم هم الفائزون، وأن كل طلابه قد حصلوا على أعلى الدرجات، واكتملت الخدعــة الكبيرة وعلقت صورهم في ردهات المدرسة، وأخذوا الجائزة الكبيرة وأصبحوا حديث الكل، وقيل لهم أنهم خلال سنة سيشاركون في السباق على مستـــــــوى البلد بأكمله.
وفعلا بعد كل هذا الإيحاء والخداع النفسي المتقن صدق الطلاب أنهم فعلا عباقرة، وتغيرت كل تصرفاتهم ونفسياتهم وسلوكياتهم، ولكن المفاجأة المذهلة أنــــه بعد عام واحد حصل هذا الصف على أعلى الدرجات في هذه المدرسة صدقا وحقيقة ونجحت التجربة العلمية بشكل مذهل. وأثبت هذا الباحث حقيقة علميــــــــة وهي: أن الانسان يصبح ما يعتقده عن نفسه، وأن صورته الذاتية عن نفسه هي ما تتحكم بكل حياته، حتى ولو كانت بدايتها من خلال خـــــداع من أحـــــــــــد الأشخاص.. إن وصولك لأي هدف من مال أو منصب أو اختراع أو انجاز يجب أن يكون بطريقة: ( آمن به وسوف تراه بعد فترة معينة )، بينما كـــــــل الناس يظنون ( أنك يجب أن تراه أولا لتؤمن بوجوده ).
أخيرا : كم واحد منكم ذكرا كان أو أنثى خدع أطفاله أو زوجه أو أخوته أو طلبته أو موظفيه، وقال لهم أنتم عباقرة وأذكياء وناجحيـــــن وقادرين على فعل أي شيء تريدونه، فقط صدقوا هذا الأمر من قلوبكم وغيروا صورتكم الذاتية عن أنفسكم وابدؤوا العمل بهذه الروحية والطاقة وسترون العجب. لقد خدعنا كثيـــراً من خلال البث في أرواعنا بأننا غير قادرين، لأن الظروف لا تسمح، والامكانيات غير متوفرة، والمشاكل كثيرة، والعقبات متعددة، ولم يأت شخص عاقل واحد ليخدعنا ويقول لنا العكس، أنكم قادرون على أي شيء فقط صدقوا أنكم قادرون.
أخيرا لو لم تجد من يخدعك فابدأ بخداع نفسك وقل لها أنت قادرة على ما تريدينه، فقط انطلقي وخذي بأقل الأسباب المتوفرة حولك، وسترين كل شيء قـــــــد تغير لأن رباً كريما يرزق 7 مليار إنسان كل صباح لن يبخل عليك بأي شيء… وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ** فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَـــقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ… هل أنت مؤمن أنك ستصل لهدفك، كما أنك مؤمن أنك تنطق بلسانك ؟
لكم مودتي
M1shaher@gmail.com
التعليقات