ها هي ذكرى الوحدة تعود من جديد وقد أسس لها المغفور له الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وسار على ذات النهج أبناءه البررة من بعده، وفي كل عام تقوى هذه الوحدة وتتجذر في القلوب كلما انتقلت من الجيل إلى الجيل الذي يليه. عندما يسمع شبابنا اليوم ما كان عليه أسلافهم الأقدمين في الجزيرة العربية من قلة ذات اليد، وانعدام الأمن، وتفشي الأمراض والأوبئة التي تفتك بالبشر، والجهل الذي نتج عنه التبرك بالأحجار والأشجار – حتماً – سيدرك قيمة ما نعيشه في الوقت الحاضر من هذه النعم المتواليات.
قبل التوحيد والوحدة كانت الجزيرة العربية في صراع دائم بين القبائل على ضفاف الأودية للظفر بالماء والمرعى إذ لم يكن لهم من الحرف حينئذٍ غير الزراعة ورعي الماشية ما يجعلهم في حالة من الاستنفار الدائم في ذلك المجتمع القبلي التي تحكمه العنصرية المقيتة وسياسة الغاب التي فيه الغلبة للقوي دون وازع من دين أو ذرة من ضمير.
توحيد هذا الكيان كان عملاً شاقاً وعسيراً، إذ لم يكن يجمع بين القبائل سوى اللسان العربي مع اختلاف اللهجات والإسلام الذي خالطه الشرك، وأما ماعدا ذلك فالذي يفرق بينهم أكثر مما يجمعهم، فقد كانوا يلوذون بالقبيلة للتحاكم فيما بينهم، والاحتماء من العدو الذي يتربص بهم من القبائل المجاورة لهم. إلا أن المؤسس – طيب الله ثراه – كان له نظرةٌ ثاقبة، وعلمٌ غزير، وتفقهٌ في الدين، فأراد أن يوحِد بين هذه القبائل المتناحرة لعلمه سلفاً أن القوة في الوحدة، وأن التفرق شر وبلاء،
فقد كان يهدف لجمع الكلمة وتوحيد الصف امتثالاً لقول الله تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” فكانت هذه الوحدة المباركة تحت راية واحدة يرفرف عليها علم التوحيد. وها نحن قد وصلنا بالذكرى”91″ بيوم الوطن لهذا العهد الميمون تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز– أيده الله – وولي عهده الأمين محمد بن سلمان – أعزه الله – ننتظر تحقيق الرؤية 2030م التي أسس لها ولي العهد للنهوض ببلادنا إلى مراتب العز والمجد رغم الظروف الإقليمية والعالمية التي أثرت سلباً على الاقتصاد المحلي خصوصا والعالمي على وجه العموم.
ختاماً: ليس من سبيل لبقاء هذه النعم المتواليات التي يرفل في كنفها المواطن والمقيم، إلا بزرع الهوية الوطنية في قلوب الناشئة، والسمع والطاعة لولاة أمره، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد، وللجنود البواسل الذين يذودون عن حدود البلاد بالنصر والثبات. وكل عام وبلادنا في خير وأمان.
التعليقات