ﻻ ﺗﺼﺎحب.. ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮه ﻓﺮﻃﺎ – بقلم الدكتور عمر غرامة العمروي

يقوﻝ احد العقلاء :
ﺟﻠﺴﺖُ مع رفيق لي.
كان ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ يتحدﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ، ﻭرحلات، ﻭأﺛﺎﺙ، ﻭسفر، ومطاعم فخمة، ومشترﻳﺎﺕ كثيرة.
ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕُ معه ﺃﻧّﻲ ﻻ ﺃﻣﻠﻚُ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. 
ﺃﻣﺎ هو ﻓﻌﻨﺪه ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.

ﻭﻓﻲ أحد الأيام ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ به ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ..
فحكى ﻟﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎته ﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮه ﻟﻠﺴﺘﺎﺋﺮ، ﻭعفش المنزل، وأنواع ومديلات السيارات ﻭ..ﻭ .و.!
– ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮعميق. 
ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎً ﺧﻄﻴﺮﺍً.
ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧّﻲ ﺑﺮفقته ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻨﻘﺺ وبؤس.
ﻭﺑﺪﻭنه ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺈﻣﺘﻼﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ الفانية.

– ﻓﻘﺮﺭﺕُ ﺃﻥ ﺃﺑﺘﻌﺪ عنه.
وﻓﻲ يوم جمعة وانا ﺍﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ كما تعودت،
توقفت عند ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
– ( ﻭﻻ ﺗُﻄﻊ ﻣﻦ ﺃﻏﻔﻠﻨﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻫﻮﺍه ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮه ﻓﺮﻃﺎً ).

فتذكرت ذاك ونظرت في تفسير ومعنى”ﻓﺮﻃﺎ”
فإﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﻴﻊ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﺗﻬﺎﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ..
ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭتناثرت حباته.
ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺑﺼﺤﺔ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ عنه، ومفارقته ﻣﻦ ﺍﻵﻥ.

– اخي ﻓﻜﺮ ﻓﻲ مصاحبتك لأصدقائك.. !
ثق ﺃﻧﻚ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ شيئاّ ﻣﺎ ينفعك..
صاحب القنوع المخلص ستصبح مثله.
صاحب الخلوق المتواضع ستصبح مثله.

صاحب ﺍﻟﻤﺒﺪع الفطن ﺳﺘﺒﺪع ﻛﺤﺎله.
صاحب من يحب ﺍﻟﺨﻴﺮ والعطاء ﻭنفع الناس.. ستصبح مثله..
صاحب صاحب الدين من يدلك على الله في كل تصرف وموقف وحين.
ستصبح ملتزما مثله..

وإذا جالست، فجالس الصالح.
وان شاورت، فشاور العاقل.
وإياك ومن سّفه نفسه..
ولم يقيم لآخرته وزناً..
أن ترخي له سمعك..

أخي وعزيزي وصديقي.
صاحب من لايكون أمره فرطا..
ﻭﺇﻻ ﺃﺻﺒﺤﺖ مثله..
– المرء على دين خليله فلينظر* احدكم من يخالل* كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التوقيع : ناصح لكم امين