يا شعب المملكة العربية السعودية, أنظروا إلى شعوب الأرض, التفتوا إلى أطرافها, تابعوا أحداث الكرة الأرضية, هل تسمعون في الجِوَار غير أنين المُصابين؟ هل تَنّظُرُون حولكم غيرَ خيام المُضّطَرِبين؟ هل تشاهدون عبر قنواتِكم غير دموع المُنّتحِبِين؟ طاغيةً يفتك بشعبه, وفقراً يُهلِك أُمّه, وزعزعةٌ تُمزِّقُ أوطان, وأنتم في رخاءٍ ونعيم, وعسى أن تسلموا مِن حَسَدِ الحاسدين, وحماقات الحاقدين وتربّصِ الأعداء العابثين,,, والله وحدهُ هو خير الحافظين.
يا شعب المملكه,, كيّفَ أمِنّتُم وغالبيّةُ مّن في الجِوار حولكم خائفين؟ كيف لكم أن تعيشوا في رغيد عيشٍ وقد مزقتِ الحاجةٌ أُناساً عن اليسار وعن اليمين؟ بلادكم بِلادَ خيرٍ وبركةٍ ومع هذا طامعين غيّر قانعين!! ألم يكن في الأرضِ بُلدانٌ يُعّبَد فيها شبيهٌ لله ومثيل – جل وارتفع- وبِلادكم بِلاد توحيدٍ خَلَتْ من أصنام المشركين! ثم إن فقيركم لا يُعدم لقمة العيش وغيركم لا يجدها- إن وجدها- إلا بعد حين! قد أودع الله في أرضكم خيّراتٍ تكفيكم لعدد سنين إن حُفِظتموها من فساد المفسدين,,, فمن أين لكم كل هذا ونحن في الجوار نموت ونحيا في اليوم مرةً أو مرتين؟ إن هذه التساؤلات يا شعب المملكه تأتيكم من بلاد المَشّرِقين والمَغّرِبَين.
يا مَن سألتنا عن أمنِنَا ورغيد عيشنا واستقرار أوضاعِنا سوف نُجيبك من بِلاد الحرمين, فنقول بعد حمد الله الذي خلقنا على الفطرة موحدين, وجعلنا مسلمين له خاضعين, ثم الصلاة والسلامُ على مَن هاجر مِن مكة وسكن طيبةَ, والأُوُلى أحبُ إلى قلبه مِن كل بلاد العالمين, أننا بخيرٍ ما دمنا نُقيم حدود الله وبِشريعتهِ نُدين, وبنعمةٍ مِن الله وفضلٍ ما دام العدل فينا قائماً وبه يُرّدَعُ الظالمين, وأن طاعة ولي أمرنا حقٌ علينا ودَين, وأن ديارنا مليئةً بالخيّر إن سَلِمت مِن عبث العابثين, وليس جميلُ حالنا بفضل الساسةِ العارفين وحدهم بل ذلك فضلٌ مِن الله وبالشكر الجزيل يدوم, وأننا ولله الحمد في بلادٍ طغى المصلحين فيها على المفسدين (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَآيَتَيْنِفَمَحَ
لقد رزقنا الله بولاةِ أمرٍ منه يخافون, ونسأله أن يرزقهم بِطانةً على طريق الحقِ يسيرون, ونحن في مملكة الخيرِ حالنا أفضلُ بكثيرٍ مِن أحوالِ كثيرٍ مِن بلاد المسلمين, وشعوب الأرض تنظر إلينا بطمعٍ وغبطةٍ فاشكروا الله يا عِباده (وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).
يا مَن تقرأ كلماتي هذه,, قد آلمتني أحوال شعوب الأرض, و لقيت مِن بين أظّهُرِنا مَن لا يشكر الله على الحالِ, ويغفل عن ظاهِر الأمر ويجهل باطِنه, فجعلت في كلماتي هذه عِظةً وعِبره, وهي أيضاً ممزوجةً بِحكّمةٍ تحّمِلُ معها هِبه, وأجدها نصيحةً لكل متذمرٍ, فإن لقينا اليوم ناصحاً فربما غداً لن نَجِدَه, هذا وأسأل الله أن يرزقنا أوطاناً مطمئنه وألسنةً ذاكره وقلوباً وَجِله. أسألأ
التعليقات