لا تسلني عن شىء فقد اضعت كل شي،، لا تسلني عن الهوى فقد زهِدتُ حُب العذروات ولم يعدن يفتنني العيون الناعسات ولا الخــــــدود الصِباح الناعمات،، لا تسلني عن صوت فيروز وذكريات الليالي المقمرات فقد شُغِلتُ عنهُن بفجائع الأيام والليالي المقبلات، ولا تسلنـــــي عن بُردة أبي وجلباب أمي فإنهما من بعدهما على جدار التاريخ معلقات بقينَ معالم خلودٍ وآيات،،
ولا تسلني عن محراب الامنيات فهناك كان ذبيحٌُ وسيفُ ممات،، لا تسلني عن الحياةِ وهل الحياةُ الا طريق فناءٍ ومحضُ فُتات،، لا تسلنـي عن صديقي القديم فسؤالي اهو حي أم مثل أمالي أصبح اليوم رفات ؟؟ لا تسلني عن الأمل فهو وهم لا طريق نجاة،، لا تسلني عن كتبي فما قرأت فيها الا دعوةُُ الى الفضيلةِ نازعتني نفسي الأمارة فسقطت في وحل الملذات،،
لا تسلني عن قريتي الغراء بعد رحيلٍ وتغرّبٍ فإن خرائطي قد اسقطت عمداً جميل الذكريات وهل هناك قريةٍ بعد رحيل الأمهات و كــــــــذا الجدات،، لا تسلني عن جبل ( مرير ) وعن (المنداةِ ) فقد أصبحا خبرً بعد حياة ،،لا تسلني عن قريبي فقد قيــــــل لي يوما انه مرّ من هنا مُشهراً سيفاً وقناة،، لا تسلني عن بيتي القديم وخبزُ أمي وباقي الذكريات فقد كُنّ في السنين الغابرات،،
ولا تسلني أيقتلني الحنين شوقا الى موطن طفولتي فقد جَزِعت النفس وأدمتها عاتيات الذكريات، لا تسلني عن مُؤذن وإمام مسجدِ قريتـي فقد غلبتني لذكراهما العبرات،، لا تسلني عن جنوني ان جُننت ُ فهل بعدَ فَقْدُ الذات ذات ،،
لا تسلني عن أخي فقد كان كل شيء في الحياة،، ولكنه مات!!، لا تسلني من انا، فأنا من أنا ؟ أنا كل سؤالٍ حارت في كُنههِ كل الإجابات، لا تسلني عن جاري وابن قريتي أهما هناك أم مثلي رحلا في كل الاتجاهات ،،
فيا سيدي ،، أليس الصمت جمال في محراب الشتات؟ إذاً،، لا تسلني ،، لا تسلني .
التعليقات
2 تعليقات على "لا تسلني – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري"
بغض النظر عن الكاتب واشكره طبعا ، فبالفعل نعاني من. فقد الذات ونعاني من الشتات الذاتي و المجتمعي ، خاطرة مبكية ، اللهم ردنا إليك ودا جميلا .
تحياتي لك اخت قبله فانتي صاحبة قلم مميز ورائع وفكر متقد وراقي