استميحك عذراً قريتي.. يلومونني اذ لم أذكرك عبر مجاراتي لما كتبته الكاتبه ( قبله العمري ) عن قرية صدريد ودقت على ناقوس الذكرى ثم اردفوا يقولون لماذا لم تذكر القرى المحيطة بصدريد آل مقبول آل صريف آل سكوت.
عذراً قريتي انتي مسقط رأسي ومرتع طفولتي ومرابع شبابي بل زهرته وأقضي على ظهرك أيام كهولتي أنتي في عروق دمائي تجري محبتك … فيكِ ولدت ُوقضيتُ أجمل أيامي ذكرى وشجون ًفي نفسي.
أنتي مهوى الفؤاد ومرتع الطفولة كلما غبت ُعنك قريتي دعتني نفسي للعودة اليك ِذكراك على عزيزة وشوقي اليك دائما ًتواق – عشت ُأيامي فيك مع أقراني وأترابي من ابناءك استلهم الذكرى”ان في الذكرى دموع واسى” ..
كم يهزني اليك ِسماع صوت منادي الصلاة في طفولتي – كم يطربني سماع صوت المقلاع والمحطاق وحماة الطيور كم يهزني صوت الرجال عند حصاد الذره وهم يرددون يامحشي يالحوه يامحشي يالحوه دل الوادي فالتحوه “وأصوات البنات والنساء وهم يحصدون منتوج الذرة والشعير في المواسم الزراعية.
فقلت وأقول دعاني الى المجارة للكتابة ماهيجته من أشجان وماذكرتني به من ماض له في النفس وقعه ذكرتني بماض نسيتهُ ومستقبلً أخشاهُ . فأقول ُلله درها هي وقلمها عادت بي الذكرى لأكثر من سبعين عاماً خلت.
ولايحسب احداً اني غفلتُ عن قريتي وماجاورها بل أقول لهم على قريتي آل سكوت كان مولدي، عليها ترعرعت وبطفولتي تربيت تحت أكناف والديّ رحمهما الله جميعاً، وبين أقراني واخوتي نشأت، يذرف ُالدمعَ عند فراقها وتغمرني الفرحةُ حين العودةُاليها، حبً لا يضاهيهُ حب لهُ طعمً ومكانة هي جزء مني وهل أنا الإ منها.
سماعُ صوت الصلاةِ فيها لازال َفي إذنيّ. مرابعها ذكرى لا تمحهُ الأيام، طرقها، أبارها، مزارعها، لم ولن انساها ابدا”… لله أنتي ياقريتي حُبكِ في الفؤادِ سقى اللهُ أيامكِ ولياليكِ… آل سكوت قريتي لها في القلب مكانة وفي النفس منزلة وهل قرى المحافظة كلها في نفسي وفي قلبي وفي مجاري دمي؟ وكلها آل سكوت… “بلادي هواها في لساني وفي دمي .. يُمجدها قلبي ويدعوا لها فمي”
وإن استطردت اطلت وأقول لإخواني وأقول لمن لامني منهم او عاتبني بصريح العبارة صدريد ليس الا آل سكوت وآل سكوت ليسوا الا صدريد هم كل وليسوا بجزء سقى الله أيام خلت ومضت… اما آل مقبول ففيها أول صروح العلم دخلت مع أقراني من آل سكوت وآل مقبول على يد الشيخ المعلم “صالح الفقيه ” وكانت معبرً للإلتحاقِ بمدرسةِ بني عمرو بالشعب عام 1373 هـ وكنتُ اعبرُ منها الى المدرسة. ذهاباً واياباً وكثيراً
فيها ومنها مقاماً استراحياً نحصل ُفيها على وجبةٍ مستعجله.. أما بمناسبة وجود ضيوف او أعتراض من أحدهم رحمة بنا لعارض مطراً او ضباب يحد من مواصلةِ السير وأهلها أهل كرمٍ يعتنون بزراعة بعض أشجارالفاكهةِ كالعنبِ والبرشوم والمشمش وياما نلنا منه بأذن وغير أذن من أصحاب المزارع.
أما قرية الصريف فهي الى الغربِ من قريتنا على الطريق المؤدي الى الشعف “الشفاء” المطل على تهامه تعبرها الأغنام مع الرعاة. بها مدرجات زراعية خصبة ورجالها أهل طيبةً وسخاءً كثيراً ماكانت أغنامنا تنزل بالمزارعِ ولايتجاوز الأمر العتاب من قبل صاحب المزرعةِ.
على ذكر رعاية الأغنام ل ازالت زماميرهم “الصفريقه ” وكأنها حتى يومنا هذا واهاجيز الرعاه والمحتطبين عالقة في أُذنيّ يالها من ذكرى ويالها من أيام جزماً لن تعود ولاتنسى.
قرية في مجموعة قرى سقاك الله غيثاً يعيد غاباتك التي جارت عليها يد الأنسان فأقتلع بعض جذورها سقى الله جبالك وأوديتك ومزارعك وحفظ رجالك ونساؤك وأدام عزَ حكامك ِوأمنكِ وأمانك .. كلما طفئ ناقوس ذكرى زاد لهيب اشتعاله.
مع خاطرة اخرى بأذن الله
التعليقات
2 تعليقات على "استميحك عذراً قريتي – بقلم الشيخ مشرف بن سكوت العمري"
مرحبا بالوالد مشرف ،، اتشرف وافتخر و افاخر يوم جا ردك كما العلاج ،، والعرب فيهم حمية شاعر يحسب للدنيا كل حساب ،، طرحنا نبغى التطور يمضي في مسار صح دون خراب ،،، ودنا تبقى العوايد فينا مايغيرها ولا كتاب ،،
يقول الشاعر
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا
يقول الشاعر
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا
هناك ديار حبها فقط بسبب من سكنها ، اما ديارنا الحبيبه ، فهي محبوبة لذاتها و لسكانها ، ديار حباها الله طبيعة خلابة ، هي مااخشى ان تهتك استارها و تقطع اوصالها كم يؤلمني منظر جبل ( زغنان) وانا أراه مقطع ابيض لا زرع فيه و لا شجر ولا ثمر ، إثر عبث الآلة، فكما ان الشيول يقطع ، كذلك الحراثة تحرث، احيانا نتهم الآلة وليس للآلة دخل ، عذرا على صراحتي ، ويشرفني أن استثرت حفيظة والدنا الغالي وشيخ المكارم ، دمتم بخير .
عاطفة جياشة أظهرت صدق المشاعر وعبق الماضي مقال غني بالشخوص والأماكن وأسلوب الحياة كعادتك أيها الشيخ تأتي لتحرك بذكرياتك وأسلوبك مشاعر دفينة في نفوس القراء والمتابعين ولا غرابة على معلم قدير وشيخ فاضل ورمز من الرموز وكما كنت ومازلت مكسب للمنطقة بحكمتك وشيختك وجاهك فأنت مكسب للقراء والمتابعين بقلمك وحرفك