الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

تدنّي مستوى الرحمة والإنسانية عند بعض المؤسسات المدنية والأهلية – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

تدنّي مستوى الرحمة والإنسانية عند بعض المؤسسات المدنية والأهلية – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

الرحمة والإنسانية جزء مهم من قيم المسلم وأخلاقه وسلوكه، فهو يطبق هذه الأخلاق وهذه القيم وهذا السوك في كل تعاملاته مع الآخر فكيف إذا كان هذا الآخر مسلما ومن بني وطنك وبني جلدتك، وظروفه لم تساعده ليتحمل تبعات الحياة ومتطلباتها دون معونة ومساعدة ليتخطى هذه الظروف أو هذا الحظ العاثر دون مساعدة ورحمة من الجهات المعنية سواء أكانت هذه الجهات دوائية أو علاجية أو قضائية أو تموينية أو حتى إدارية والأمثلة كثيرة..

الصيدليات .. فالبعض يحتاج الى دواء في ظروف صحية حرجه فيلجأ الى الصيدلية فيتعذر عليه دفع قيمة الدواء كامله، وليس هناك هامش ربحي لدى هذه المؤسسات الدوائية ليتعامل مع مثل هذه الحالة الإنسانية التي تستحق موقفا إيجابيا لتقديم العون والمساعدة من خلال توظيف هذا الهامش الربحي لمثل هذه الحالات الطارئة لأناس عظّهم الدهر بنابه، وقسى عليهم الزمان بتقلباته المفاجئة وضرباته الموجعة.

القضاة .. لا يتوقف الأمر عند الدواء، ولكن ماذا عن القضاة عندما يحدد القاضي موعد (الجلسة) ثم يأتي المتقاضون في نفس الموعد والبعض يأتي من مناطق أخرى ثم يأتي القاضي متأخرا ويعطي موعدا آخر ربما لفترة أطول دون اعتبار لظروف المتقاضين!! فأين الرحمة والإنسانية في مثل هذا الموقف الحرج؟!!!  وقد يطول البت في هذه القضايا وربما يترتب على ذلك ضرر يلحق بالقضية والمتقاضين. 

المستشفيات الأهلية تتدنى عندهم الرحمة والإنسانية عند من تضطرهم الظروف الصحية للجوء إليهم، وليس لدى هذه المستشفيات هامش ربحي أو صندوق خيري لمعالجة مثل هذه الحالة لاستقبال هذه الحالات المرضية المستعجلة كالولادة والكسور وحالات أخرى لا يتسع الوقت لذكرها، وبعض من تمكن من الدخول للمستشفى للعلاج لا يسمح له بالخروج إلا بعد تسديد فاتورة العلاج حتى لوكان الأمر متعذر وقد تناولتها الصحافة بشيء من التفصيل، فأين الرحمة والإنسانية؟!!!

المولات.. ورفع الأسعار واستغلال حاجة المواطن وقلة ذات اليد، والاحتكار واستغلال الندرة، وضعف الرقابة وربما ندرتها في بعض الحالات، فأين الرحمة والإنسانية؟؟!!!

البنوك ورفع العمولات وتحميل المواطن تبعات القروض من العوائد الربحية والتي تتزايد مع تزايد مدة القرض ليصل نصيب البنك الى ضرب المقترض في مقتل فأين الرحمة والإنسانية؟؟!!! 

وفي الختام عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).

 


 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *