الشاعر بن درعان .. يصدر ديوانه “أخبار وأشعار ومأثورات وآثار رجال الحجر”

صحيفة النماص اليوم :

سطر الشاعر والراوي محمد بن درعان الأحمري في ديوانه ( أخبار وأشعار ومأثورات وآثار من بلاد رجال الحجر) أروع المكنونات التاريخية التي مثلت تحفة روائية ثقافية مليئة بالتأملات والتجارب والخلاصات القصصية القديمة الممزوجة بالأشعار النبطية والمرتبطة بالأماكن الأثرية التي قلّ ما تجد لها مثيل في الروايات المعاصرة، حيث رسمت نموذجاً مميزاً لتراث قبائل رجال الحجر في حقبة زمنية ماضية امتدت من بدايات القرن الثاني عشر إلى نهايات القرن العشرين، حيث حرص المؤلف على الجمع بين الفترات التي عاشتها الأجيال السابقة مع الشخصيات والرموز التي ارتبط ذكرها بتلك الأماكن الأثرية لتلك القبائل العريقة التي تضرب بأطنابها في العمق التاريخي لحجر ابن الهنوء ابن الأزد.

وقد لقي هذا الديوان إعجاباً من بعض رجال العلم البارزين في منطقة عسير ممن قرؤوه ووجدوا فيه من سمو الكلمة وعبق التاريخ وجمال الرواية ووضوح المعاني وإتحاف الرواية ما يجعل القارئ يُمعن كثيراً في محتوى هذا المؤلَف للإستفاده ثقافياً من هذه المأثورات التي حرص مدونها على جمعها بين جُنبات ديوانه واستقاها من خلاصة خبراته المتراكمة عبْر سنينه التي عاشها بين أفراد قبيلته ليرصد في مدونته حكمه ونصائحه ونقده الهادف والبناء تجاه بعض السلوكيات في المجتمع ،بالإضافة الى ما ذكره الكاتب خلال تعريفه لبعض المآثر والأماكن التراثية التي تحتضنها بعض قرى ومحافظات بلاد رجال الحجر مثل تنومه والنماص وغيرها.

وفي هذا العمل الأدبي المميز تجد أن المؤلف إستدرّ العواطف بالحنين إلى الماضي والوقوف على الأطلال وتخليد أسماء بعض الرموز البارزين من قبيلته وذكر عبقهم التاريخي بين أهلهم وقبائلهم ومجتمعهم حيث مجّد ذكرهم للأجيال المتعاقبه بعدهم، وهنا يستشف القارئ مدى إخلاص المؤلف وصدق مشاعره تجاه أفراد قبيلته من خلال تخليد وتمجيد وذكر المآلي الحسنة لمن رحل من أفراد قبيلته وحفظ تراثهم ونقله في روزنامة ثقافية مميزة لجيل الأحفاد.