الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

ظاهرة وكارثة القرود – بقلم أ. محمد بن عبدالله العمري

ظاهرة وكارثة القرود – بقلم أ. محمد بن عبدالله العمري

 

المسافر الداخلي وخاصة بين المناطق الجنوبيه عسير والباحة وجيزان والطائف والمدينة المنوره يشاهد تكاثر القرود سنة بعد أخرى.. في الطائف وجبال الهدا بلغت فيها القرود اعداداً كبيرة دخلت المزارع والبيوت والطرق العامة والمباني. وفي منتزهات الباحة وابها والعلاية والنماص وتنومة وبلسمر وما بعدها حتى ابها تشاهدها بسهولة في المنتزهات والطرق !! وما بين مكة المكرمة والمدينة المنوره تجد الآف منها. بل وتجدها على قارعة الطرق الاسفلتية وغيرها وفي بعض القرى في جبال الحجاز وفي تهامة وفيفا وكذلك وانت متجة لجيزان او ظهران الجنوب ونجران.

وبالرغم من خطورتها فإنك تجد إن المواطنين والمقيمين يقفون لها ويطعمونها بل ويسمحون لها بالوقوف على سياراتهم ويلتقطون الصور لها وبعضهم يداعبها من بعيد !!! وهم لا يعلمون انها مليئة بالجراثيم الخطيرة بل المميتة وتنقل امراض وفيروسات عديده،، حيث تشير المصادر الطبيه الى ان هناك فيروس يتسبب بالتهاب معروف باسم طفرة الحمى..

بالاضافة الى فيروس القوباء (هربس) (ب) الموجود طبيعيا لدى عدد من القرود ويؤدي الى ظهور حبة حمو بسيطة يمكن ان يؤدي الى اصابة الانسان بالتهاب مميت في الدماغ والنخاع الشوكي في 80% من الحالات. اضافة الى ما تُحدثه تلك القرود الى التغيير البيئي الطبيعي في تلك المناطق وظهور تطورات جينية مختلفة لها او للحيوانات التي تشاركها تلك المناطق.

اتذكر ويتذكر غيري ان اعدادها قبل عدة سنوات كانت قليلة ولكن نتيجة عدم نجاعة الحلول للتصدي لها من قبل الجهات الحكوميه والتطوعيه سواء من البلديات او الزراعة والبيئة والصحة اصبحت ظاهرة سلبية حقيقيه تدل على أهمية تطوير الخطط السابقة والحالية للحد منها بالاضافة الى تأثيراتها الأمنيه وسمعة المملكة التي سيتناقلها السواح المحليين والخارجيين في ظل التأشيرة السياحية وخطط وزارة السياحة لاستقبال 100 مليون لعام 2030م.

اضاءة:
ستكون هناك كارثة بيئيه على المنتزهات والبيئة والانسان، وستخسر وزارة الصحة ملايين نتيجة معالجة الانسان وظهور امراض وفيروسات جديدة او متحورة مصدرها القرود بشكل مباشر او غير مباشر. إضافة الى التناقض بين المكاسب التي تطمح لها وزارة السياحة بفتح التأشيرات من اطلاع السواح على التطورات الايجابيه والتنموية والطبيعيه والمجتمعية والاقتصادية للمملكة وبين ظاهرة القرود السلبيه.

الخاتمة : قد يكون من المهم الاستفادة من تجربة امانة جدة السابقة في عهد رئيسها معالي المهندس عبدالله المعلمي الذي نجح من خلال فريق سعودي في الامانة بفكر خارج الصندوق ان يُنقذ جدة من (كارثة الغربان) التي وصلت الى مرحلة الظاهرة واشبعتها الجامعات دراسة ومنها دراسات عديده وفريق علمي من جامعة الملك عبدالعزيز عجز الأمناء قبل م.عبدالله المعلمي من حلها (بالرغم من اختلاف الحالتين، ولكن مهم الاستفاده من المنهجية التي أُتخذت في ذلك الوقت) .

أخيراً: ان لم تنجح وزارة الزراعة والبيئة ووزارة الشئون البلدية والاسكان وشركاءهم من الصحة والسياحة فإنني أقترح انشاء (جمعية التعامل مع ممالك القرود)  ويُعطى الشباب حرية الخروج بحلول وأفكار (خارج التفكير العادي ) تساعد للحد من تناسلهم وتزايدهم سنة بعد أخرى.

والسلام ختام .. والى لقاء في مقال آخر عن هذه الظاهرة بعد سنة من الآن ( أي في يوليو عام 2022م) كون عندي شعور (اتمنى أن لا يتحقق) وهو شعور يقول لي (لن يحدث جديد في العام القادم بل في السنوات القادمة أكثر مما تم في السنوات الخمس الماضية)!! مما سينبئ بــ (كارثة).

 

محمد بن عبدالله العمري
جدة
alamri4@yahoo.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *