صحيفة النماص اليوم :
بدأ الأستاذ الدكتور أبو داهش رحلته في عالم المعرفة من مسقط رأسه ومرابع صباه من محافظة تنومه الزهراء، فقد تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي بهذه المحافظة الجميلة وتشبع بجمال الطبيعة بكل مكوناتها وبعاداتها وتاريخها وموروثها الثقافي والأدبي ليكون مخزونا ثقافيا لرحلته المليئة بالجهد والمعاناة في مجال البحث العلمي والثقافي والادبي والتاريخي.
لقد كان طموحه كبيرا وأفقه واسعا شغوفا بالقراءة والاطلاع مما مكنه من الانتقال الى العاصمة الرياض، والالتحاق بجامعة الرياض (حينذاك) كلية الآداب (قسم اللغة العربية)، وقد نال درجة البكالوريوس في عام 1397هـ، واصل رحلته في عالم المعرفة في مجال اللغة والأدب لينال درجة الماجستير، ثم درجة الدكتوراة من الجامعة نفسها مع مرتبة الشرف الأولى ومع توصية بطباعة الرسالة، وهو أول من حصل على درجة أستاذ على مستوى المنطقة الجنوبية.
لم تكن هذه محطته الأخيرة في عالم المعرفة بل كانت الأرض الصلبة التي انطلق منها ليغوص في البحث العلمي في شتى مجالات المعرفة الأدبية والتاريخية والموروثات الشعبية ليكوّن قاعدة علمية لكل الباحثين على مستوى جامعات الوطن، والمتعطشين لخبايا التاريخ ومخزونه الفكري والثقافي والتراث بكل مكوناته، وقد حقق الكثير من طموحاته، فأصدر كتاب أسماه( اليعسوب)، وهو عبارة عن مجلد تتجاوز صفحاته الألف صفحة يبحث في جميع المجالات الفكرية والأدبية والثقافية كما أصدر مجلة سنوية باسمه بعنوان (حباشة) لها حضور على ساحة الوطن، وله أيضا جائزة سنوية لخدمة الأدب والشعر والثقافة بمحافظة تنومه.
واستمر أبا معاذ في مواصلة رحلته للبحث العلمي عن الجديد في مجال المعرفة، فأصدر كتابا جديدا عبارة عن مجلد تتجاوز صفحاته الألف والثلاث مائة صفحة يبحث في تراث الجزيرة العربية المعنون بـ (المنتقى) من مخطوطات الجزيرة العربية ووثائقها في سلسلة إصدارات دار الأستاذ الدكتور عبد الله أبو داهش للبحث العلمي، ومجلة حباشة وهي مجلة علمية سنوية تعني بكل جديد في مجال البحث العلمي بكل مكوناته، وتستقطب عددا من الكتاب المهتمين بالتراث والثقافة.
عندما تحظى بشرف مقابلة العلامة الأستاذ الدكتور عبد الله أبو داهش فإنك تشعر وكأنك تدخل في مكتبة علمية تثري فكرك وثقافتك بشتى العلوم والمعارف، يتحلى بهدوء وروية ينتقي كلماته بحكمة وعناية، لا يتحدث عن موضوع إلا ببرهان واستشهاد بشعر أو نثر أو حديث شريف أو نص بياني من موروث فكري وثقافي وأدبي.
إنه موسوعة علمية يثري الزمان والمكان بشتى العلوم والمعارف، ولا تملك إلا أن تقف احتراما وتقديرا لهذه الشخصية العظيمة التي تعيش بيننا في هدوء البركان الذي يتفجر بمعادن الأرض ومخزوناتها، لا يبحث عن الشهرة ولكنه مشهور بعطائه وتميزه، إنه أحد الرواد على مستوى الوطن في نشر المعرفة العلمية والبحثية، ومنزله العامر ملتقى للأدباء والمفكرين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي والتاريخي.
شارك في عدد من الجمعيات والمراكز البحثية والنوادي الأدبية كعضو مشارك ومؤسس، واشترك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية محلية ودولية الى جانب ترأسه لعدد من الندوات العلمية والأدبية والفكرية، إنه شخصية تستحق الشكر والتقدير على عطائه وجوده لخدمة محافظة في كل المنشط الثقافية والندوات الأدبية والملتقيات والمؤتمرات الفكرية والتاريخية على مستوى الوطن.
قبل الختام شكرا أبا معاذ على هذه الجهود والمعاناة، وألف مبروك على هذا النجاح والتميز مع أطيب التمنيات بطول العمر، والتوفيق والصحة الدائمة.
التعليقات