الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

 محمد ناصر الاسمري و “المغازلة والمواعدة” – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 محمد ناصر الاسمري و “المغازلة والمواعدة” – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 
لقد تطوع هذا الكاتب المحترم ليكون مفتيا ومفسرا للقرآن الكريم وهو أبعد ما يكون عن هذا التخصص ليقول قولا لم يسبقه اليه أحد ونحن في وقت أحوج ما نكون فيه الى الانضباط السلوكي والأخلاقي والقيمي والفضيلة مع ثورة أجهزة التواصل الاجتماعي في مقالة له في صحيفة الوطن بعنوان ( جواز المواعدة والمغازلة في القرآن الكريم ) عنوان يستفز المشاعر ويخترم كل التفاسير ليسقط كلمتي المغازلة والمواعدة المتداولة في المسارح والملاهي والأفلام المتواضعة أخلاقيا على نص قرآني ورد في موقف معين وحالة معينة وخصوصية معينة فيه حكم وتوجيه رباني لم يتضمن معنى للمغازلة كما أرادها الاسمري بدون أي تحفظ أو الرجوع لهيئة كبار العلماء وإنما من وحي مخيلته وفكره، والمغازلة والمواعدة كما يريدها الكاتب الاسمري التي تجر الى الإثم والفحشاء، وليس من اللائق بالمؤمن أن يشير الى المغازلة والمواعدة في نص قرآني، وقد اختزل كل ما ورد في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولاريب فيه ليوظفه وفقا لهواه وثقافته دون الرجوع لهيئة كبار العلماء ليستنير برأيهم، كما قال الله سبحانه وتعالى : (  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، والمعنى القرآني أبعد ما يكون عن المغازلة والمواعدة كما أرادها الاسمري والذي لم يقل به أحد من السلف، لقد تجاوز حدود تخصصه ليتعدى الى التفسير وتطويع المعنى القرآني لفكره وهواه، والله المستعان.

وإنني أهيب بهيئة كبار العلماء الموقرين الفضلاء والذين يحظون بثقة القيادة والحكومة والشعب أن يتدخلوا لإيقاف مثل هذه التجاوزات الغير منضبطة على حرمة القرآن الكريم والسنة المطهّرة من بعض الكتّاب الذين يبحثون عن الظهور والشهرة وليسوا مؤهلين للتأويل والتفسير في علوم القرآن والسنة، كما هو حال الاستاذ الاسمري الذي لم  يكن في يوم من الأيام مؤهلا للخوض في علوم الشريعة،  والقول بمثل هذا القول الذي تجاوز حدود مؤهلاته وثقافته وتاريخه، فهو كاتب محترف في الشأن الأدبي والتاريخي وليس في التفسير والتأويل وليس بالقطع في مكانة المجتهد أو المفتي، ويقول أحد العلماء الفضلاء أنه يجب على من وصل الى مرحلة الإفتاء أن يكون حافظا للقرآن الكريم بالقراءات السبع، وملما بكل التفاسير وحافظا لأكثر من عشرين ألف حديث، وله إصدارات فقهية وله حضور على مستوى الوطن، وله مشاركات في المجمعات الفقهية وفي الندوات العلمية والتفسير والتأويل على مستوى الوطن والعالم الإسلامي ومشهود له بعلمه وفضله.

أما أن يتطوع كاتب ليس له أي حضور في مجال علوم القرآن والسنة، ولم يكن له أي إصدارات في المجالات الفقهية والعلوم الشرعية ليفسر ويؤل في معاني القرآن الكريم فهو أمر مستهجن وغير مقبول، لأنه كما يقال: ( يهرف بما لا يعرف )، فيتوجب عليه أن يتوقف عند حدود تخصصه ومعرفته وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لمعاذ: ( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) الراوي معاذ بن جبل رضي الله عنه، وقال عليه الصلاة والسلام: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
فلا تكتب بكفك غير شيء .. يسرك في القيامة أن تراه
    

 

التعليقات

تعليق واحد على " محمد ناصر الاسمري و “المغازلة والمواعدة” – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري"

  1. بيض الله وجهك وجزاك الله خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *