انشهد انهما فقيدان على اهلهما وربعهما وقبيلتهما ومن جاورهما ومن عرفهما ومن تعامل معهما (الاستاذ سعد بن عاطف بن عوض العمري ) من اهالي قرية ال بوحبال من قبيلة كعب نشأ في أسرة الحكمة والرأي والكرم تعلم من والده التروي في كل امور الحياة وحصل على الشهادة العلمية وتخرج معلماً ذكياً صادقاً اميناً تخرج من على يديه اطباء ومهندسين وقضاة وضباطاً تنقل في مدارس عدة من بلاد بلقرن مروراً بمدارس بني عمرو وبني شهر حتى استقر به المطاف في تعليم الطائف كان نموذجاً في دينه واخلاقه وكرمه وحسن جواره.. شاءت محاسن الاقدار ان يكون جاراً لوالدي ( رحمه الله ) في مدينة الطائف سنوات طويلة بلغ به من التواضع والاخلاق ان يجعل والدي في مقام والده ونحن اخوانه كان لايفارق والدي ولهما من الذكريات الجميلة الكثير ادركت منه بره بوالده أثناء مرضه وملازمته له بالمستشفى وجعل أبناءه رافع وعلي وعاطف وحسن مرافقين له بالتناوب مع بقية اعمامهم حتى توفي رحمه الله وشاءت الاقدار ان تتغير الاحوال في الطائف وينتقل الى جدة ليبدأ من هناك مشوار المراجل وقد فتح الله عليه بصلاح الابناء والرزق الوفير ومع ذلك لم تتغير صفاته التي عرفناه بها حتى فاجأه المرض قبل عامين ولم يمهله طويلاً وشاهدنا ماكان يصنعه مع والده من بر يصنعه ابناءه معه طيلة ايام مرضه سواء في المنزل او المراكز الصحية او العيادات او غرف التنويم لايكاد يغادر اياً منهم الا وشقيقه متواجد معه ان لم يكونوا جميعهم مرافقين له على مدار الساعة حتى توافاه الله في افضل ليلة من شهر رمضان ليلة القدر وصلى عليه في نهارها بالمسجد الحرام ويوارى الثرى بمقابر مكة المكرمة رحمك الله ابا رافع وعوضنا الله فيه ببركات ابناءه( رافع وعلي وعاطف وحسن ) واخوانه (حسن وسعيد وعبدالله ومحمد ) وابناءهم لتظل هذه الأسرة المباركة قائمة بدورها الوطني و المجتمعي بيننا.
اما العمدة الشيخ ظافر بن علي بن قرمله العمري .. من مواليد قرية الفرش وممن عاش وتربى في بيت الدين والحكمة والتفاؤل والطيب والكرم بيت ال بوعسرى قدوات قبيلة كعب في اطّلابِهم وسيرهم لايحضرني عن سيرته الا ماذكره عندما رُشْحَ لعمودية قبيلة كعب التي نالها بفوزه بالتصويت الذي اقيم في امارة النماص حينذاك ليصبح عمدة كعب وقد كان على قد مسؤلياته لما كان يبذله من جهده وماله لتحقيق متطلبات افراد القبيلة وبالذات في تلك الحقبة التي تفضلت دولتنا الكريمة باعطاء الضمان والمساعدات للاهالي والذي لايتم لهم الا بتصديق العمدة على استحقاق اي متقدم اومتقدمه للمساعدة والضمان كان يذهب بسيارته لاحضار المستحقين من القرى لاكمال إجراءتهم واستلام استحقاقاتهم ومن ثم إعادتهم الى منازلهم دون مقابل اوشرط ثم أختارته القبيلة لأمانة صندوق الديات وكان اميناً بحق حريصاً ومتابعاً حتى بعد انتهاء فترة عمله كعمدة بحكم السن الاإنه استمر اميناً للصندوق بتوافق القبيلة وتكليفاً من شيخها عرفته ديًناً وكريماً وحكيماً لايتكلم كثيراً لكنه يصيب القول اذا قال كان حريصاً على رفع معنوايات ابناء القبيلة فتجده حاضراً في افراحهم مشاركاً وفي اتراحهم مواسياً يزور كبار السن والمرضى ومن يرى انه يستحق الزيارة كان قد اكرمني بزيارة في منزلي قبل مرضه بعامين وقد حرصت ان ازورة كلما سمحت الفرصة حتى استعصى عليه مقابلته قبل عام لظروفه الصحية كنت اتابع حالته مع ابنه عبدالله حتى توفاه الله في يوم شريف من ايام رمضان الكريم ويصلى عليه ويدفن بمقبرة اسرته بقرية الفرش رحمك الله يابا علي واعاضنا فيك بابناءك وابناء اخوانك وابناءهم
علمان ورمزان من اعلام بني عمرو ورموزهم نفقدهما في آن واحد لكن لا أعتراض على تدابير العزيز الرحيم ولانملك الا الدعاء لهما بالرحمة وأن نقدم التعازي لانفسنا اولاً ثم لذويهم ومحبيهم في كل مكان ( وانا لله وانا اليه راجعون ) .
التعليقات
3 تعليقات على "( سعد و ظافر ) – بقلم اللواء م. محمد حسن العمري"
جزاك الله خير ابو حسن
اجدت في وصفك وتسلسل مقالك في سيرتي ابو علي وابو رافع رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته ولا اضيف تعليق عليك اخي ابو حسن سلمت وبارك الله فيك
كل ما اريد اضافته ….تحياتي
كل عام وانتم بخير وفي خير وعافية وعيدكم مبارك
رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته