الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

الدنيا علمتني – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

الدنيا علمتني – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

الدنيا علمتني.. برنامج تلفزيوني يتحاور مع الناجحين وكيف عبروا الى المستقبل وتخطوا الصعاب والمعوقات والتحديات ليكونوا في الصفوف الأمامية يقطفون ثمرات نجاحاتهم بعد معاناة اليتم والطفولة والاضطهاد الاسري والمجتمعي، وهذا يؤكد أن الناجحين العصاميين الذين بدأوا حياتهم بالاعتماد على الذات وتحدوا كل الصعوبات أثبتوا وجودهم في مجتمعهم واعتمدوا على الله ثم على جهدهم وحصدوا النجاحات في مجال التعليم ونالوا أعلى الدرجات العلمية بكفاءة واقتدار ولم يعتمدوا على الواسطة أو الإرث الأسري..

هؤلاء هم الناجحون في مجالهم الوظيفي والمهني ويبتكرون ويبدعون، وهم من يضع الرجل المناسب في المكان المناسب في وزاراتهم ومؤسسا تهم أما الشركات فقطعا لن تضع إلا أصحاب الكفاءات العلمية و القيادية والإدارية والمهنية، وهناك الكثير من أصحاب الشركات الكبرى والصغرى لم يضعوا ابناءهم في مناصب قيادية أو إدارية أو مالية لأنهم يعرفون كوامن الضعف فيهم فلا يعتمدون عليهم في إدارة أموالهم وتجارتهم، ولا يقود الجيوش الى النصر إلا القادة الأكفاء وليس هناك مكان للواسطة والقرابة.

إن من أسباب الفساد في أي أمة اولئك الذين تسلموا مهام ومسؤوليات ومناصب لم يكونوا أهلا لها وإنما بحكم العلاقة والواسطة وذوي القربى والتسلق على أكتاف الآخرين. لقد كشف هذا البرنامج ( الدنيا علمتني ) كيف تعلم الحياة وكيف تربي لأنها لا تقبل الفاشلين، ولا تجامل ولا تحابي الكسالى، ولا ترحم الضعفاء والمتسلقين، وقد قال أحد الحكماء ( كن في أمة ولا تكن من أمة ).

الدنيا علمتني أن أعتمد على الله أولا ثم على جهدي وعلى صبري وجلدي والتحدي للوصول الى التفوق العلمي والمهني، والسؤال الذي يطرح نفسه هل رأيت مصارع أوملا كم أو متسلقي الجبال ضعفاء بل بعد جهد التدريب والتحمل ولم يكن للواسطة أي دخل للوصول الى مستوى المنافسة، وقال أحدهم لا تصاحب الا الأذكياء والناجحين لأنهم سوف يدفعون بك الى الأمام.

الدنيا علمتني أن لا مكان للضعفاء والفاشلين والواسطة، وأنه لابد من خوض غمارها ( الدنيا ) وتحمّل مشاقها والصبر على تقلباتها ونشر روح التعاون، وأن أتطلع الى الأمام والاستفادة من نجاحات الآخرين في كل المجالات لكي أبني ذاتي وكياني، وأدخل ميدان المنافسة دون كلل أو ملل، وأنقل تجارب الآخرين الناجحين الى بيئتي ومجتمعي ووطني.

قال أحد الحكماء ( من جلس في صباه حيث يكره جلس في كبره حيث يحب )، ولكي تصل الى مبتغاك بعد توفيق الله فلابد من ستة أشياء كما قال الشافعي:   ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة .. وصحبة أستاذ وطول زمان

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *