الفساد كما عرّفته مجامع اللغة بأنه انحراف عن الحق وتدمير للنزاهة وفساد للضمير، ومؤشر لانعدام الأخلاق وانعدام الخوف من الله في أداء الوظائف العامة، والفساد هو لفظ لكل النواحي السلبية في الحياة ويصبح الفساد بمفهومه العام هو التغيير من الحالة المثالية الى الحالة السيئة، والفساد في مجمله هو استغلال السلطة من أجل المكاسب الضيقة والمنافع الخاصة، وبشكل عام هو انتهاك لمبدأ النزاهة.
والفساد له عدة مسارات أو عدة طرق للوصول الى بوابة الفساد لنهب المال العام ويقع تحت مقصلة الفساد الإداري والمالي، وهو أكبر جرما لأنه يتعدى الأشخاص الى الشعب ويتضرر منه كل مواطن وللفساد عدة اشكال وأنواع ومن أهمها ما يلي:
1- نهب المال العام باختراق النظام وغياب الرقيب واستغلال المنصب، وفرص نهب المال العام متاحة مع المشاريع المليارية، والشركات الكبيرة لسهولة الوصول من خلالها الى المال العام ويصنف الناهبون للمال العام بأنهم خونة لأوطانهم.
2- الرشوة 3- المحسوبية 4- المحاباة 5- الواسطة 6- الابتزاز
7-التستر، وهو أكثر ضررا وأكثر إيلاما لأن المتستر رجل أو امرأة يتسترون على نهب المال العام بأيد اجنبية الى خارج الوطن ولا ينالهم إلا الفتات ولعنات المجتمع والتاريخ تلاحقهم حتى في قبورهم، والتستر خيانة كبرى لله ثم للملك والوطن.
وللقضاء على الفساد بكل صوره وأشكاله وقفة جادة من كل مواطن مخلص غيور الى جانب رجال الأمن وهيئة الفساد والإبلاغ عن أي فساد يدخل تحت أي من هذه العناصر المشؤومة التي تمس اقتصاد الوطن ومداخيل الأفراد وسلب حقوقهم، والفساد يلعب دورا كبيرا في إقصاء الكفاءات الوطنية الجادة لخدمة دينهم وملكهم ووطنهم من خلال المحسوبية والمحاباة والواسطة..
والفاسدون أو المفسدون موجودون بين ظهرانينا يشاركوننا مجالسنا ولهم الصدارة، ولكن نهايتهم اقتربت واستئصالهم من المجتمع أصبح في المدى المنظور بإذن الله كما أخبر بذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وأعانه، وإنه لن ينجو فاسد من العقاب كائنا من كان، والفاسدون والمفسدون يضاف لهم بنفس جرمهم اعداء الإصلاح، اعداء النجاح، الراضون عن الفساد، الساكتون عن الفساد، والمتعاونون مع الفساد، كل أولئك يدخلون في دائرة الفساد ..
والفساد لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن، وسوف يقعون بإذن الله في شر أعمالهم لأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل قال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.. ) صدق الله العظيم.
التعليقات