الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

“المتقاعدون” متزوجون بارعون ! – بقلم الكاتب أ. محمد غرمان العمري

“المتقاعدون” متزوجون بارعون ! – بقلم الكاتب أ. محمد غرمان العمري

 

رداً على مقال زميلي الإعلامي الأستاذ محمد بوهياف العمري، وعلى غرار عنوانه “المتقاعدون” الذي لفت نظره الكتابة المكثفة للمتقاعدين الا أنني سأ ضيف شي آخر غير “الكتابة” التي تميز بها المتقاعدون والتي أبدعوا فيها ـ وهي الزواج بعد التقاعد وهي فكرة لدى بعض المتقاعدين، وهو ما استوقفني كثيراً وكنت أفكر فيه ..

ما أسبابه ودوافعه، فما وجدت متقاعد الا ويتمتم بالزواج أو يحدث نفسه به، وأكتشفت بأن غالبيتهم ليس لديه دوافع ملحه لهذا الأمر، وأن تلك الدوافع كثيرة الا أني اكتشفت أن أهمها مايلي ..  

أولاً .. خمول وبرود العلاقات العاطفية مع الزوجة الحالية معتبراً أنها أصبحت في هامش الشعور لذا لابد من الابتعاد عنها أوقات تطول وتقصر حسب الشعور العاطفي تجاهها.

ثانياً .. انتقال الرجل من مرحلة إلى مرحلة – من مرحلة الوظيفة إلى مرحلة التقاعد –  فهو يفكر – “محتاج أو غير محتاج” بأن ينتقل معه شريكة أخرى لتلك المرحلة الجديدة بآمال جديدة وحياة جديدة.

ثالثاً .. هناك دوافع أخرى يفكر فيها المتقاعد وتخيفه إلى حد ما “وهي” .. بأن هذه المرحلة – التقاعد – مرحلة ختام ويريد أن يستغلها في تجديد حياته بشريكة تعيد له أيام الصبا والشباب حتى لا يشعر بمأسي هذه المرحلة التي قد يعاني فيها من بعض الأمراض التي قد تعيقة عن مواصلة حياته الطبيعية كما كانت سابقاً.

رابعاً .. الرجل وخاصة – المتقاعد – يرى أن مرحلة التقاعد يجب الا تكون مرحلة استرخاء وراحة وهي في نظره ستكون بهذه الطريقة مرحلة سلبية قد تهوي به الى النهاية السريعة بدون أن يشعر.

خامساً.. الرجل بقوته وشخصيته الا انه يكون في هذه المرحلة – أقل عطاء – ويرى بأن النجاح والقوة ومواصلة العطاء تتركز بالزواج وهي ماتعطيه طابع عقلي ونفسي يؤكد له بأنه لا زال قوي ومستعد لتحمل المسؤولية بكل اقتدار.

سادساً.. المتقاعد يخاف من الأمراض وعلى رأسها – السكري – فيرى أن يستغل ما تبقى من صحته في ايجاد شريكة الحياة التي يستغل معها أيامه القادمة بدون مرض السكري الذي يعيقه غالباً في القيام بواجباته الحميمية.

سابعاً .. انشغال الشريكة الأولى بأولادها وبيتها والتركيز عليهم والإبتعاد كثيراً عن الزوج وخاصة في مرحلة التقاعد مما يعطية ضوء أخضر ودافعية أكبر للأنتقال إلى شريكة أخرى تكمل معه بقية المشوار، وتعيد له العواطف والمشاعر المهاجرة التي وجهتها الشريكة الأولى إلى غيره  تجاه – أولادها – واهتماماتها الشخصية التي أبعدتها كثيراً عن واجباتها تجاهه حيث أصبح أكثر حاجة لها من أي وقت مضى .

ثامناً .. المتقاعد يفكر بالأخرى ولكن الأغلبية لا يستطيعون تكرار التجربه خوفاً من التجربة الحالية، أو أن التجربة القادمة ستكون أصعب من الأولى فلا يستطيع تحمل الأعباء والتكاليف، وأن يبدأ مشوار جديد بنفس قوتة في المشوار الأول ولكن احتمالية الفشل فيه أكثر بسبب تسارع العمر الى نهايته.

ختاماً.. المتقاعد .. انت الآن مُخير بين ما رأيته في حياتك الآولى التي اتسمت بقوة شبابك، وبين مرحلة أخرى هي مرحلة ضعفك، ولكنها قد تكون أسعد بالرغم من محدودية وقتها وضعف قدرتك، وستكون عواطفك فقط هي من تكمل لك هذا النقص.. فلتكن أيديكم معشر المتقاعدون واحدة، ففرصتكم الآن كبيرة لخوض مغامرة العمر قبل نهاية العمر.

 

 

التعليقات

تعليق واحد على "“المتقاعدون” متزوجون بارعون ! – بقلم الكاتب أ. محمد غرمان العمري"

  1. “وان خفتم الاّ تعدلوا” تمنيت ان اتكون تطرقت لها فهي قد توقف البعض من التكرار فالامر لا يتعدى “قاله” شكرا اخوي محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *