أكلاتنا الشعبية .. هل هي ماضية للاندثار والانحسار ..

صحيفة النماص اليوم . سلطان بن غرمان العمري :

دلفت لمكتبي صباح ذات يوم ، فوجدت أحدهم أرسل لي هذه الصورة ، استوقفتني بضعة دقائق متأملاً محتواها ، ومسترجعاً ذكراها ، ومتألماً لوضع العديد من الأسر اليوم ، اختلافاً جذرياً في ثقافة الأكل ونوعه ، متحدثاً لنفسي لماذا لم نعد نرى اجتماع الأسرة على وجبة واحدة ووقت واحد خصوصاً في المدن الكبرى إلا من رحم ربي .

 أصبح العديد يلجأ للمطاعم المنتشرة في أرجاء الحي ، للحصول على الوجبات السريعة ، وتستهويه دون غيرها من الأطباق المنزلية ، يقابل ذلك من الناحية الأخرى سخرية الأبناء بما يُعد في المنزل من أطباق شعبية أو أكلات محلية ، على النقيض الآخر نجد العديد من ربات البيوت نسيوا أو تناسوا – إن صح التعبير – إعداد الأطباق الشعبية ، وما تحمل معها من عبق الذكريات والأصالة ، وانعكاسها على الصحة العامة التي نرى أثرها في المستقبل البعيد ، كما نشاهده حالياً لدى كبار السن ، كما تجاهل العديد منهن أهمية اجتماع الأسرة على طاولة مستديرة واحدة فتتجاذب الأسرة أطراف الحديث ، ويستمع الأب لهموم أبنائه وتوجهاتهم وما هم عليه سائرون ، فتتقارب المشاعر بين بعضهم البعض ويسعد الجميع بذلك الاجتماع .

على سبيل المثال تأتي الخادمة صباحاً وتعد وجبة الإفطار وتضعه على طاولة الطعام ، ليتجه أفراد الأسرة فرادى على وقت صحوتهم للجلوس على الطاولة وأخذ بعض اللقيمات تقمن صلبه ويتوجه بعدها لشأنه ، وعلى ذلك فقس وجبة الغداء ، وأما وجبة العشاء فحدث ولا حرج فهناك العديد من المطاعم التي تنتظر زبائنها  وروادها كل مساء.

لا عجب من هذا التصرف فكلاً مشغولاً بارتباطاته الخاصة ، وأوقات معينة تحتم عليه النهوض والخروج فيها دون تأخير ، ومع نمو الحراك الاقتصادي وتغير دخل الفرد .. لا شك بأن هذه العوامل سوف تنعكس إيجاباً أو سلباً وتؤثر على نمط التغير السكاني وأساليب استهلاكه ، ولكن ليس إلى هذه الدرجة ، يجب المحافظة على أصالة الماضي وواجباته وثقافته الرسينه وعدم التخلي عنها بشكل نهائي .

فهل يا ترى سنستمر في تجاهل الماضي وننجرف خلف مغريات الحاضر ، أم سنحاول مسك العصى من منتصفها ، فلا ضرر ولا ضرار !!