الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

تركيا قلبت لنا ظهر المجن .. لماذا ؟! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

تركيا قلبت لنا ظهر المجن .. لماذا ؟! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

في مقال سابق بعنوان ( ماذا قدمت لنا تركيا عبر تاريخها ) ومضمونه أن تركيا لم تقدم لنا وللوطن العربي إلا القلاع والحصــــــون للاقتتال والأحتراب بين القبائل والشعوب، فلـم نجد لها جامعه أو مدرسة أو مسجدا أو أثرا يقدم نفعا عاما للمجتمع.

“اردوغان” خلال حكمه كان ينـاور ويستغل عواطفنا باعتبار دولة تركيا دولة إسلامية سنية فيأتي إلينا شبـرا فنسعى إليه ذراعا وخذوا مثلا  أنه اثناء الانقلاب الذي تعرض له ولنظامه باشرت المملكة بإصدار بيان تستنكر فيه هذا الانقلاب وتهنئ الرئيس بالسلامة وتعلن دعمــــــها للشعب التركي وتحديدا للرئيس اردوغان ولم تتشفّى ولم تشمت وكنا ننتظر رد الجميل لكن وبكل أسف يـضل الغل الدفين الذي يكنه للمملكــة وللقيادة يحرك في داخله مكامن الكراهة ويسعى جاهدا للإساءة للسعـودية  والنيل من أمنها واستقرارها وتقدمها وتطورها وتزعمها للعالـــم الاسلامي .

إنه أمر يدعـو للدهشة والاستغراب كيف يسعى للإضرار بدولة بحجم الـمملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين التي تستقبل أكثر من 30 مليون مسـلم للحج والعمرة والزيارة ويتجه إليها كل مسلم ومسلمة في اليوم خمس مرات على هذا الكوكب وهي أكثر دولـــــة تقف الى جانب الشعوب الإسلامية بكل الإمكانيات المتاحة بـما في ذلك الدعم المالي واللوجستي وهي الدولة التي تقف بكل حزم وعزم في وجــــه الإرهاب والتصدي للمد الشيعي المتطرف الدموي والعبـثي بمصائـر الشعوب كما هو الحال في العراق ولبنان وسوريا واليمن في حين يمـــد يده لها بدمويتها في طهران والدولة الصهيونية الإسرائيلية في تل ابيب، واخير احتضن دويلة قطر لا لحب في تميم ونظامـــه وإنما للابتزاز واستغلاله للإساءة للملكة وايجاد موطئ قدم للجيش الانكشاري التركي على الأرض العربية الخليجية بعدما طرد العثمانيــــــون من الأراضي العربية شر طرده.

إن موقفه “اردوغان” من حادث  خاشقجي موقف اقل ما يقال عنه  أنه خال من كل أدبيات العلاقات الدولية والدبلوماسيــــــة ويكشف نواياه السيئة للمـملكة، فقد تداولت وسائل الأنباء أنه كان يتجسس على القنصلية السعودية في تركيا قبل 15 يوما أي قبل دخــــــــــــول خاشقجي  الأراضي التركية لعلمه المسبق بتحركاته وكان يبيت شرا للـمملكة بالتعاون الخبيث مع نظام تميم واعلامه ( قناة الجزيرة ) وكان قد سـلــط كاميراته ومخا براته على القنصلية قبل 15 دقيقة من دخوله القنصلية ويعلم ما يدور داخل القنصليــــــــــــــة كما تحدثت به بعض المصادر التركية وكان بإمكان مخابراته منع خاشقجي من دخول القنصلية أو منع أو الحد من التطورات المؤلمة التي تمت داخل القنصلية التي كانت تعلم المخابرات التركية بكل تفاصيلها، وهذا يؤكد ضلوعه ومخابراته في أحداث اغتيال خاشقجي  ( ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله ).

لقد افتضح أمر “اردوغان” ومناوراته السيئة للحصول على مكاسب سياسية وقد تعامل بخبث مع الموقف السعودي الواضــــــــــــح الذي لا لبس فيه وعلى “اردوغان” أن يتجرع مرارة هذا السلوك الغير نزيه وغير الـدبلوماسي والذي سوف يلحق ضررا بالغا بالعلاقات السعوديــة التركية في المستقبل ( والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) وهذا هو رد الجميل لمواقف القـيادة السعودية والشعب السعوديالايـجابية مــــــــع الازمات الكثيرة التي مرت بها تركيا خلال فتـرة حكم “اردوغان”، ولوأوقفت المملـكة سفر السعوديين الى تركيا لتضرر الاقتصاد التركــــــي ضررا بالغا حيث أن متوسط السياح السعوديين الى تركيا يتـجاوز ( 700 ) الف وهؤلاء يدخلون على الخزينة التركية أكثــــــــر من ( 21 ) مليار ريال سعودي بالإضافة الى حجم استثمارات رجال الأعمال السعوديين والتي تجاوزت ( 30 ) مليار ريال وقد تجاوز حجـــــم استثمارات الشركات السعودية في تركيا ( 22 ) مليار ريال ومرجح أن يرتفع الى الضعف في المستقبل لكن يبـدو أن المـعادلات قد تتغير، وكما قــــــال الشافعي :

اذا المرء لا يا تيك الا تكلفا .. فدعه ولا تكثر عليه التاسّفا

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *