الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

سلطان في الميزان – بقلم الكاتب أ. محمد غرمان العمري

سلطان في الميزان – بقلم الكاتب أ. محمد غرمان العمري

 

أخي “سلطان” شخصية محبوبة وذات أبعاد مختلفة فتجد فيها النكتة وتجد الدعابة وتجد الدين وتجد المرجلة وتجد الأخلاق والشهامة وكل ما تريد من صفات الرجال الحميدة… عرفت “سلطان” في صغرة يحب العيش مع أخواله وعاش معهم فترة فتولعو به وتولع بهم إلى درجة أنه كان يقول لجدته لأمه بأنه لن يتزوج الا في بيتها وكان عمرة ذلك الوقت اقل من ثمان سنوات.. عندما كبر درس جزء من الابتدائية في خميس مشيط واكملها في النماص مع المرحلة المتوسطة والثانوية.. وأبداء في سرد قصته مع الالتزام .. حيث طلبت منه اخته الكبرى وهو في بداية المرحلة الجامعية الالتزام فما كان منه الا أن اطلق العنان للحيته ومن ثم قصر ثوبه وهكذا بدأت مرحلته الايمانية .. وتخصص سلطان في مادة الجغرافيا في جامعة الملك خالد تبعاً لتوصية أخيه الأكبر “مشرف” المتخصص في نفس المجال والمتخرج من نفس الجامعة في ذات الوقت.

في موضوعي هذا اريد ان اتطرق للنواحي التي توقفتُ عندها في شخصيته وجلبتني اليه اكثر من بقية اخوتي وهي” الاريحية والبساطه في كل نواحي الحياة” ولدي قصص اذكرها عنه وبعض منها طواها النسيان فلم اتمكن من استرجاعها من ذاكرتي ..  سلطان منذ صغره يمر به مواقف طريفة مقصوده وغير مقصوده .. واحب ان اذكر منها ما استطعت واولها الذي اتذكره ولا زلت احتفظ به في ارشيفي المعلوماتي .. فعندما التزم كنت وقتها في سلك التعليم وكنت في صغري أحب التصوير وشراء أنواع الكميرات وتصوير جميع الاحداث وتوثيقها العائلية وغيرها وعندما التزم سلطان وأعلن التزامه للملا بداء في البحث عن صوري وكنت وقتها أعمل في المدينة المنورة وتمكن من معرفة مكانها في منزلنا بمحافظة النماص وكانت كمية صور كبيرة فاخذها جميعها وأعلن نيته في احراقها وعندما بلغني الخبر تواصلت معه – قبل خدمة الجوال –

وطلبته تأجيل حرق الصور حتى اجازة الصيف حتى اتمكن من التفاوض معه فوافق بكل صعوبة .. وعند قدومي للنماص قمت بطلبة مطالبة ادخلت فيها شفاعات ووساطات الوالدين حينها حتى اعادها سالمة كما هي . حيث كانت تلك الصور هي رصيدي الكامل من الطفولة وحتى التحاقي بالعمل. ومرت تلك الايام بصعوبة حتى تمكنت من اقناعه بكل الوسائل الممكنة. نخرج قليلاً من سياق القصص الى سياق الشخصية المحبوبة.. فسلطان يكرمك “قبل ان يقدم لك الطعام” بأدبة ونفسة الطاهرة وحبه للأخرين وخدمته لهم بكل ما يستطيع وعلى حساب صحتة وماله واسرته ولا تقتصر خدمته لعينه من الناس بل الصغير والكبير والعامل وصاحب البقالة والمطعم كلهم يعشقون لقاءه والاستئناس الى حديثه الذي يتصف بالحب والضحكة الجميلة ..

هو الوحيد الذي استوقفني لاكتب عن شخصيته دون سائر أخوتي “الخمسة” وكلهم عندي سواء ولا قصور فيهم ولكن “سلطان” صبغ لنا الحياة بصبغة “وردية” قلما نجدها في وقتنا الحضر. وشهودي على ذلك هم كل من عرفوه عن قرب” وهم خير شاهد من الناس بعد الله عز وجل .. فعندما تريد ان تبتسم وعندما تريد ان تستأنس وعندما تريد أن ترى صفاء السر والسريرة فتوجه اليه ستجد كل ما قلته الان بين جوانبه وفي محياة ..  سلطان .. عذب في حديثه سلس في اخلاقه يحبه الجميع ويحبه كل من التقاه حتى لو كان عابر سبيل أو عن طريق الصدفة فلا يكاد من التقاه أن يبرح المكان حتى يقطع وعد على نفسه بلا يكون ذلك اللقاء هو أخر العهد به والا بعيدا عنه ما استطاع الى ذلك سبيلا .. حتى ان الكثير عندما يدخل الى مجالسنا الاجتماعية لا يسال أولا الا عن سلطان وهل هو موجود ام لا فان قيل موجود فتنشرح صدورهم وعندما يبشرون بوجوده في المجلس فيلتقون به ويتناولون معه اطراف الحديث الذي لا يخلو من الطرافة حتى ينفض المجلس ..

سلطان .. يعرفه الاكثرية عن طريق هذه الصحيفة فهو كاتب فيها ولها مقالات شيقة وممتعه ويتابعها الكثير لانها تتميز ببسطتها وسلاستها وحسن انتقائها ويتابعونها بكل شغف حسب ما يصل الى الصحيفة .ونعود مرة أخرى لقصص “سلطان” وما تحويه من نكته ودعابة ومقالب مضحكة واروي اليكم ما تيسر منها في ذاكرتي، فعندما كنت بالمدينة المنورة وأشتريت كميرى تصوير فيديو ديجتال وكانت في ذلك الوقت مبهرة في تصويرها التلفزيزني فطلبني فيها لتصاحبه في رحلته الى سوريا قبل الاحداث الأخيرة ..  وسلمته الكميرى واطلعته على طريقة التشغيل .. وغادرنا سلطان الى سوريا واصبح يصور السهل والجبل وكل ما يجده فيها، والمضحك في القضية أنه كان يتجول في شوارع دمشق بالتاكسي ووقف عند احد الاشارات المرورية ومن ثم انطلقت به السيارة للطريق الاخر على اليسار حسب كلامه وهو يصور بالفيديو التي كان لها شاشة جانبية كبيرة وفجأة وبعد أن تجاوز مئة متر تقربيا اذا بتلك السيارة المدنية تستوقفه وتطلب منه الركوب معها الى جهة غير معلومة ..

وحاول التخلص منهم الا انه لم يستطيع وسالهم عن السبب فاخبروه بانهم الاستخبارات السورية، وبدات قصته التي دعوت الله بالا تمر على صديق .. وفي هذه القصة المأسوية وعندما ادخل الى مبنى الاستخبارات وقاموا بسؤاله عن سبب تصوير مبنى الاستخبارات فجن جنونه وابلغهم بانه لا يعرف المبنى وانه فقط يصور اثناء مرورة في الشارع بدون قصد سوى توثيق احداث رحلته واستمر احتجازه ما يقارب من خمس ساعات .. تنقل فيها من مكتب الى مكتب ومن تحقيق الى تحقيق وتم الاطلاع على الفيديو واتضح لهم انه ليس لديه نوايا أخرى .. وعند عودته الى المملكة اعاد الي الكميرى وحرم التصوير بعدها.. وقام بسرد أحداث تلك القصة التي لم تخلو من روح الضحك والنكته .. وهو يقول دايما تمر علي مثل هذه المقالب المخيفة التي تكون نهايتها قصة ذات ابعاد لا تخلو من الطرافة .

ومن قصصه ذات الدعابة ان أهالي الحي الذي يسكن فيه “بعرقه” بمدينة الرياض سلموه مبلغ من المال لتأهيل المسجد لثقتهم فيه وفي حسن تعامله واريحيته مع الجميع حتى مع العمال وقبل ان يبدأ .. رفض عدد من كبار السن الذين لا يرون التغيير ويقولون “خل مسجدنا على مبنى الشايب” وبعدها وجد صعوبة في اقناعهم وهنك طرف ثاني يرغب في التجديد. فكر بالعمل يوم الجمعه بالرغم ان العمال لا يعملون في ذلك اليوم وهو يوم اجازتهم الاسبوعية الوحيدة ولكن خطته ان يكون له الوقت اطول بحيث ينجز عمل اكبر بسبب عدم وجود صلاة الظهر في المسجد وهذه الفرصة لا يريد ان تفوته حتى يصبح عنده الوقت اكبر .. وبعد صلاة الفجر مباشرة انطلق العمال وقاموا بالتكسير والتعديل والتبديل ونصب السقالات ولف الفرش حيث ان هذا الوقت كان كافيا لتغيير معالم المسجد الداخلية بما لا يترك مجال للتراجع .. وبعد ان اذن لصلاة العصر وتوافد كبار السن واذا بالحال قد تبدل بغير الحال واذا بالمسجد لايسر كما في وجهة نظرهم فما كان منهم الا الاستسلام ..

وبعد ان انتهت اعمال التاهيل الذي استفرق اكثر من ثلاثة اشهر واذا بمسجد الحي تحفة معمارية فريدة بكل المقاييس فلا تمل الخروج منه ابدا .. وشاب هذا العمل نوع من النكته مع اهل الحي وقد تأذى “سطان” من كثرة الاقتراحات وطلب التعديلات من اهالي الحي وحيث انه متفق على تعديلات ودهانات واضاءات معينة الا ان البعض يتدخلون في عمله فاوجد خطه وهي بان كل من يطلب منه تعديل او تبديل او اضافة او اي فكره للمسجد فانه يطالبه بقيمتتها صغر المبلغ ام كبُر ومن ثم يُعدل حسب طلبه وحسب مايدفعه المتبرع .. هذا وسارت الخطة تجني ثمارها اليانعه.. وكان يحدثني عن هذا العمل في المسجد منذ بدايته المباركة واخبرني بالمضايقات التي يمر بها من كثرة طلبات التعديل والتبديل وتغيير الالوان والجبس والاضاءة حتى الدردج الخارجي تدخلو في طلب تعديله ..

وعند الانتهاء من المسجد قمت بزيارة “سلطان” وقبل ان ندخل الى المسجد طلب مني اذا كان لي راي في التعديل والتبديل او اي ملاحظة الا انني التزمت الصمت ورفضت الافصاح عن اي راي او اي ملاحظة خوفا من مطالبتي بقيمة التعيل الذي اطلبه او الملاحظة التي اذكرها.. فقلت انا خائف من دفع الغرامة على كل ما اطلب تعديله وقد يكون مبلغة باهض فتورطني فيه.. وقلت له: كل ما قمت به جميل وصحيح ولا يحتاج الى اي تعديل او تغيير او تبديل وبيض الله وجهك … وكانت نكته قبل دخولنا الى المسجد وقلت له يا“سلطان” كشفت اوراقك مسبقا ولن اكون فريستك كفرائسك السابقة ..

ومن قصص “سلطان” التي لا تخلو من الدعابة.. انه ترشح من جهة عمله لحضور دورة في عمان”مسقط” فاتصل بي يودعني ويطلب مني الدعاء والسموحة فسالته عن وجهته فقال تلك الديار العامرة باهلها فاعطيته “نصيحتين” كان أولها مع احترامي لعُمان بانني لم اسمع ان موظف حكومي يأخذ دورة في دولة عُمان، والنصيحة الثانية اخبرته بان الاسبوع القادم وهو موعد دورته هي أيام تمر بها بلادهم برياح تسونامي والكل يذكر تلك الاعصاير الا انه قال قد انتهى كل شي واعتمدت الدورة رسميا وتمت الحجوزات وقد وعدت اهلي بمرافقتي الى هناك وكان وقتها ليس له من الابناء سوى ابنته “شوق” توجه “سلطان” الى مسقط ولم يكن يتوقع ما سيواجهه هناك من المخاطر بسبب اعصار تسونامي.. ويحكي لي القصة بعد عودته بانه ما ان سلم الجوازات لاستقبال الفندق وتوجه الى غرفته في الادوار العليا الا والفندق يموج على بحيرة من المياة التي كادت ان تقتلع الفندق من جذوره، وقال لم اكن اتوقع ان اعيش بعد تلك اللحظات العصيبة.. ولكن الله انجاه واهله من تلك الكارثة الطبيعية بلطفه ورحمته، وهذه من الاحداث التي مر بها “سلطان” التي لا تخلو من النكته .

واليكم قصة اخرى فقبل سفره لبعثتة الاخيرة الى استراليا قبل عدة سنوات تحمل بالزاد والعتاد الخفيف فاشترى شنطه كبيره ووضع فيها ما يخاف ألا يجده هناك فشحن تلك الحقيبة بالبسكوبت والمكسرات وكل ماخف وزنه ورخص سعره.. وفي الطائرة وقبل الوصل قدم له ورقة وطلب منه تعبئة بعض المعلوات عنه وعن امتعته ومن ضمن الاسئلة “هل معك أطعمه”فاجاب امام السوال “لا” وما كان يعلم بان هذه الاجابة قد تجلب له المعاناة والمتاعب.. وبعد ان وصل الى ارض المطار مع عائلته واطلع مسؤول الجوازات على ما اجاب به “سلطان” ومطابقته مع حقائبه وافادته بان ليس لدية طعام .. فاحيل الى التحقيق ومسألته عن سببب عدم الاجابة بمصداقية  فأخبرعم بان هذا عندنا لا يسمى طعام .. فقال اذا ماذا يسمى فقال نسميه قرمشه “البسكويت والأشياء الخفيقة” فبقي في المطار لاكثر من ساعتين بسبب هذه الاجابة الخاطئة.. والتزم بتعديل الاجابة على الورقة بعد استبدالها باخرى، وكانت النهاية مصادرة شنطة “القرمشة”كاملة.. وكان ذلك موقف لا يخلو من الطرافة فيما بعد.

اطلت عليكم ولكن دعوني اختتم بهذه القصة من قصص صاحب النكته والمقالب فاذكر بان “سلطان” في يوم من الايام قبل ان يبنى منزله في حي عرقه بمدينة الرياض وكان وقتها لا يملك المال الكثير ويبحث عن الارخص في السوق وكان يوجد وقتها شركة خاصة تعمل في احد المشاريع الحكومية وكانت قريبة من موقع ارضه فتوجه اليها وطلب ان يعمل “البوكلين” لديه في اعمال الحفر واخبرهم بان السوق غالي ويرغب في المراعاة فطلب منه سائق “البوكلين” التوجه الى المهندس الأجنبي المسؤول عنه.. فتوجه له وطلب منه ان يُشغل “البوكلين” لدية لحفر ارضيته الا ان المهندس اعتذر لان الوقت لديهم لا يسمح فاخبره بانه سيعطيه اكرامية خمسمية ريال مقابل الموافقة من غير الاجرة التي سيتم الاتفاق عليها .. 

وواصل سلطان اصراره وواصل المهندس رفضه وانتهى الموضوع عند هذا الحد .. فرجع الى سائق البوكلين واخبره بان المهندس رفض تشغيل البوكلين في ارضية لضيق الوقت وقد اعطيته اكرامية مقدارها كذا ..  فضحك السائق ضحكة مدوية واتوقع انه من الجالية اليمينه وقال له “المهندس هذا الذي تراه راتبه الشهري مائة الف ريال في الشهر ” والخمسمة ريال هذه لا تساوي عنده هلالات وهو المسؤل كذلك عن متابعة مشروع الكوبري المعلق بالرياض في حينها.. فقال سلطان من هول الفجعة انطلقت احمل طرف ثوبي من الذهول ومن خجلي عندما اردت دفع اكرامية فطيسة للمهنس ورجعت الى مواقف المعدات الثقيلة البعيدة جدا من ارضي واخذت بوكلين بسعر يحبه قلبك ( كما قال سلطان ).. اكيد بعد هذا كله انكم قد اشتقتو للجلوس معه والتمتع بحديثه ونكتته التي لا تنتهي ..

اما من قصص المدرسة فحدث ولا حرج ولكن اقتصر على ما اتذكره منها .. ثانوية السرو شمال النماص التي درس بها جزء من المرحلة الثانوية حيث قام بالهروب من المدرسة في يوم من الايام قبل الفسحة بحجة الذهاب للافطار في احد بوفيات السوق الشعبي ، ولكن قبل الوصول الى البوفيه كان هناك في مركز السرح سوق اسبوعي شعبي فقال لصاحبه الذي هرب معه من المدرسة دعنا نعرج على السوق قبل الافطار ونتعرف على مافيه من بضائع علما انه لا يملك من المال سوى قيمة الفسحة وعندما دخل السوق وجد شخص من اهل القوباء في وانتيت وفي حوضه نَسر كبير في السن وبسطة في الجسم وسالوه – صاحب الوانيت – عن سبب وجوده في السوق فقال للبيع فقالو بكم فذكر لهم مبلغ كبير اتوقع بانه حوالي خمسمائة ريال ولعظم المبلغ تركوه وذهبو لحالهم وبعد فترة بسيطة وهم خارجون من السوق وجدوا بان الرجل قد رمى النسر في السوق لا ن احد لم يشتريه وذهب الى حال سبيله.. فقال لصاحبه ماهو رايك ناخذه الى المدرسة ونقدمه كعمل لمعلم الاحياء ونقوم بتحنيطه.. اخذو النسر العجوز 

وتوجهو به الى المدرسة التي هي ليست ببعيد عن السوق ويقول سلطان كان معنا وانيت لصاحبي ووضعنا فيه النسر وقال: ونحن متجهين الى المدرسة فرحين بما حصلنا عليه يقوم النسر بفرد اجنحته في الهواء ويقول بان السيارة تميل بنا من حركة اجنحته التي يروي بان كل جناج لا يقل عن متر ونصف تقريبا، وتوجهو الى مُحضر المختبر وهو مصري الجنسية يقال له الاستاذ عارف – رحمه الله – توفي قبل عدة سنوات – وجن جنونه من النسر العجوز وقال ماهو المطلوب ان نعمل بهذا النسر قالوا نحنطه ويوضع في المدرسة ونأخذ عليه درجات مشاركة في مادة الاحياء، ولكنه – رحمه الله – انفرط من الضحك على هذا المنظر وقال باللغة المصرية بان برميل من المخدر لن يخدره،

واعتذر منهم واخرجهم من معمل العلوم، وعادوا خائبين في ذلك النسر واين سيذهبون به في المدرسة.. قأشار عليه صاحبه بالحل بالذهاب الى الفصل وقال حتى لا تفوتنا الحصه وبعدها نتوجه لمدير المدرسة لاخذ راية في هذا النسر الفريد من نوعه .. فوافق وقاموا بحمل النسر الكبير الجسم الى الفصل بعد فكروا بعدم تركه في ساحة المدرسة الداخلية حيث الممكن ان يطير وتطير علينا الدرجات، فقررو المضي الى الفصل وكان في الفصل معلم من طراز فريد محبوب واسمه الأستاذ أ.حمد بن شايق العمري، ( انتقل معلما إلى مدينة جده – حفظه الله ووفقه لكل خير ) وكان المعلم بن شايق في اخر الفصل واذا بالباب يطرق فقال ادخل واذا به سلطان وصاحبه والنسر العجوز ففجع بن شايق وصاح باعلى صوته اخرجوه اخرجوه اخرجوه .. قالوا وما كان منا بعد ان سمعنا كلامه والخوف الذي بدأ عليه الى ان القينا النسر داخل الفصل امام السبورة فقام النسر بفرد أجنحته التي قاربت ان تصل بين الجدارين من كبرهما..

وواصل بن شايق صايحه حتى اخرجوه من الفصل وقال سلطان لو استمر بقاء النسر اكثر من خمس دقائق لنقل المعلم الى المستشفى من هول الموقف .. خرج سلطان وصاحبه مطرودين من الفصل متجهين الى مدير المدرسة وكان قتها الاستاذ الفاضل زايد بالطير الشهري، وكان جالس على مكتبه في امان الله وفجاة دخل الشباب بالنسر العجوز عليه واذا هو نفس الموقف واذا بالمدير يصرخ باعلى صوته ومن على كرسية الوثير الذي اسند اليه ظهره بكل قوة ورفع يديه الى الاعلى ويصيح باعلى صوته اخرجوه اخرجوه اخرجوه .. وقال سلطان وبعد ان رأينا هذا الموقف الطريف قمنا برمي النسر على طاولة صغيرة لتقديم الشاي امام المدير فما كان من النسر الى ان قفز من ايدينا على الطاولة مفردا جناحية العملاقين امام المدير واتصق جناحاه بالجدار الايمن والايسر حيث كان مكتب المدير في ذلك المبنى لا يتجاوز عرضه ثلاثة امتار ونصف تقريباً .. ولا زال المدير يصرخ ويحذر الشباب بحمل النسر خارج المدرسة فورا .. 

وحاولوا اقناعه بان هذا عمل في مادة الاحياء ونريد تحنيطه وهذا هدية منا اليك والى المدرسة الا ان مدير المدرسة واصل صراخة ونبرة الخوف وهو يقول اقول لكم اخرجوه اخرجوه لا بارك الله فيكم ولا في عملك والله لأخصم عليكم من درجات المشاركة في الاحياء .. برى برى برى ياسلطان برى.. هذا فيصض من غيض احببت أن اتطرق اليه عن شخصية اخي “سلطان” الذي منحني قلبه وروحه واخلاقة العطره والذي اسال الله العلي القدير ان يجمعنا واياكم جميعا في الفردوس الاعلى من الجنات وقبلها في هذه الحياة التي ليس لنا فيها سوى التواصل والمحبة والاخاء التي حثنا عليها ديننا الاسلامي الحنيف ولن ينفع الانسان الا ذكره الحسن والطيب وهو ما يخلد له في هذه الدنيا الفانية. والى الملتقى في مقالات منوعة ومشوقه باذن الله تعالى .

صورة تجمع الكاتب ( محمد غرمان العمري)  على يمين المشاهد وأخيه ( سلطان غرمان العمري)  على يسار المشاهد في مناسبة اجتماعية بمدينة الرياض .

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *