صحيفة النماص اليوم :
أكد مالك متحف خاص في محافظة النماص مركز وادي زيد قرية العقيقة الثمانيني، سالم بن يحيى الشهري، أنه بدأ جمع التراث قبل نحو خمسة عقود، وأنها هواية لازمته خلال تلك الفترة، حتى بات المتحف يحتل مساحة كبيرة من منزله لعرض هذه المقتنيات.
الهواية المتعبة
لفت الشهري إلى أنه يهوى جمع التحف القديمة والمقتنيات التاريخية، خاصة ما يتعلق بتراث المجتمع السعودي، وأن هذه الهواية تأصلت لديه إلى درجة الالتحام الشخصي مع تلك المواد والبحث المضني عن تلك القطع التراثية ذات المعنى الخاص في حياته وغايته. وعندما تتحدث معه تلحظ بشكل واضح مدى محبته الكبيرة لما يقوم به، ومعرفته الدقيقة بتفاصيل تلك المقتنيات وارتباطه الشديد بهذه الهواية المتعبة، ويلاحظ أيضاً تلك العلاقة القوية التي تربطه بالمهتمين بالتراث والاتصال بهم وتبادل القطع التي تزيد عن حاجة البعض منهم أو أنها مكررة لتستقر في مجموعة أخرى.
التزاحم
شدد العم سالم على أن ما يقوم به من حفظ لهذه المقتنيات يأتي أولا في سياق منع اندثارها، وعدم وجود أماكن خاصة بالعرض المتحفي لديه مما اضطره إلى استغلال البيت الذي يسكنه هو وعائلته وذلك على حساب أفراد الأسرة الذين تزاحمهم القطع التراثية وتستولي على معظم غرف البيت بدلاً منهم.
البرنامج اليومي
يخضع برنامجه اليومي لجدولة دقيقة فهو يفتح المتحف للزوار من الثامنة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساء تتخلله فترة راحة في الظهيرة.
100 ألف قطعة
وفي سؤال عن محتويات المتحف وأقسامه، لفت إلى أن الأسلحة القديمة والنقود وحلي النساء تحتل مساحة لابأس بها، إضافة إلى أدوات الزراعة والأواني الفخارية والمصنوعات الجلدية والمكتبة والمفروشات القديمه ووسائل الإنارة القديمة وعدد المحتويات نحو 100 ألف قطعة، وبالنسبة إليه فإن كل قطعة تعتبر ثمينة وبعضها ورثها عن أبيه وأجداده وكذلك مزادات وهدايا، وهو لايمكن أن يبيع قطعة واحدة من هذا الموروث. وبين الشهري أن من ضمن وصاياه أن يبقى هذا المتحف وقفا يستفاد منه، ويتوارثه الصغير عن الكبير وأن تكون عائداته لهم، وأنه لم يسبق له أن عرض مقتنياته للبيع، لذلك لا يعلم كم قيمتها السوقية.
متاحف استثمارية
قال مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني أمين عام مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير، المهندس محمد العمرة: إن رؤية الوطن 2030 تؤكد أهمية المتاحف؛ نظراً لدورها في تلبية احتياجات ورغبات الزائرين في المعرفة والثقافة، وأن المتحف لم يعد قاعة للعرض فقط، وأن الهيئة حرصت على أن تكون هذه المتاحف عبارة عن مشروعات استثمارية سياحية ربحية، تتم الاستفادة من عوائدها من خلال فتح مجال للزائرين بمبالغ رمزية، مشددا على أن علم المتاحف أسهم في تطور المتاحف وتجديدها ورفع مستواها، كما ساعدها على حسن قيامها بوظائفها العديدة. وأضاف العمرة: يأتي الاهتمام بالمتاحف والوقوف على تطويرها نتيجة لاستراتيجية الهيئة وما حملته على عاتقها في نقل هذا العلم من القاعات المغلقة غير المعروفة، إلى متاحف تؤدي رسالتها، بل بدأت هذه المتاحف في الانطلاق نحو المشاركات الوطنية. وذكرالعمرة أن المتاحف الخاصة التي رخص لها في منطقة عسير بلغت 45 متحفا، تمثل نسبة 26% من عدد المتاحف الخاصة بالمملكة، مؤكدا دعم الهيئة لملاك المتاحف الخاصة الذين يساهمون في الحفاظ على التراث الوطني ويبرزون إرث المنطقة التاريخي ويوجدون مقومات جذب سياحي.
التعليقات