الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

الثقافة لم تحظ بالاهتمام ..!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

الثقافة لم تحظ بالاهتمام ..!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

       

الثقافة هي المعرفة التي ترتقي بالشعوب وترفع درجة الوعي وتعلم الأجيال معالي الأمور وتهذب الأخلاق وتقدم الخبرة وتوفر القدوة لكـــل أبناء المجتمع بكل أطيافه وخصوصا طلاب العلم سواء في المدارس أو الجامعات وتاريخنا ثري بالثقافة والمعرفة بكل مصادرها المحفـوظة في المكتبات ومراكز البحوث والكتب والمراجع.

إن شباب وشابات الوطن أصبحوا يعيشون حالة من الفراغ الذهني ويبحثون في وسائل الاعلام فلا يجدون ما ينمي ثقافتهم ويوسع مداركهم إلا من خلال ما يقدم على وسائل التواصل المرئي والمقروء والمسموع وأصبح المعروض على الشاشة الذي هو في متناولهم “الممثلين  والممثلات والرياضيين والمطربين” بما في ذلك “المصارعين والمهرجين” حتى تقليعاتهم في اللبس وقصات الشعر ليتشربوا بثقافتهم بكل مكوناتها وأصبحت ثقافة هذا الجيل تمتد لحفظ الأسماء والألقاب والمظهر لكل هؤلاء الذين يقدمهم إلاعلام ولا يعرفون أسماء قادة الصف الأول في  الغزوات النبوية المباركة وما صاحبها من فتوحات وانتصارات عظيمة وبروز صحابة وتابعين وقادة وعلماء وعلماء ومفكرين ومفكرين على مستوى العالم وقد امتلأت كتب التاريخ بأحداث  الفتوحات الإسلامية والانتصارات التي أبهرت العالممن منذ فجر الإسلام.

كم هو جميل أن يعرض في إعلامنا المرئي فقرات مستدامة للحديث عن صحابي أو قائد أو عالم من العلماء كل في مجاله طــــــــول العام لاستـحضار تاريخنا المشرق ليكونوا مرآة عاكسة لكل النجاحات في تاريخنا البعيد والقريب والمعاصر واستلهام هذه النجاحات العظيمة في مسيرة شبابنا وتوسيع دائرة ثقافتهم المعلوماتية وإقامة المسابقات الـثقافية لإثراء ثقافتهم المعرفية على مستوى الوطن وإلا سوف يتشرب ابناؤنا ثقافة التغريب لتذهب بهم بعيدا عن مجتمعهم العربي المسلم وينسلخوا من كل قيمنا وأعرافنا وتاريخنا وانتمائنا، وحبذا لو تقـــــوم الجهات المعنية بالتخفيف من البرامج الرياضية التي أصبحت تحتل أكبر مساحـــة من الوقت والتهريج التي فيها من الإسقاطات اللغويـــــة واللفظية والتي لا تضيف للشباب شيئا مفيدا ونافعا في مسيرتهم الطموحة وتنحـــدر بالمستوى الثقافي المستنير وتؤدي الى إهدار وقتهـــم وقتل طموحهم ورفع نسبة البطالة بين صفوفهم.

و المطلوب والمأمول في هذه المرحلة من تاريخنا أن يقدم إعلامنا مواقف مشرقة من تاريخنا تظهر فيها مقتطفات من سير الصحابة الغُر الميامين وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين والصحابة الأجلاء والقادة والعلماء أمثال خالد بن الوليد وأبو عبيدة وعمرو ابن العاص وسعد بن أبي وقاص والقعقاع وعمرو بن معد كرب وخولة بنت الأزور ومحمد بن القاسم وطارق بن زياد وصقر قريش وابن الهيثم وابن سيناء وابن رشد وابن زيدون والخوارزمي والكندي والرازي والفارابي وابن النفيس الخ.. من هؤلاء العظماء ليتربى ابناؤنا على نجاحات هؤلاء الرموز ويتشربوا ثقافتهم ويسيروا على نهجهم وطموحهم ..

ولكي تتـعمق روح الإسلام وروح الانتماء في نفوسهم والارتقاء بالمستوى الثقافي لديهم، والمطلوب معالجة هذا القصور في الجانب الثقافي، حتى النوادي الأدبية لا تثقف الا نفسها بدليل ان الحضور لندواتهم لا يتجاوز أصابع اليد وكما يقال ( يكتفى بمن حضر) وهذا يؤكد تواضع المحاضرين ومحدودية حضورهم الأدبي والفكري في المجتمع وحتى المتابعين لهم محدودين جدا،  وحبذا لو يكون للنوادي الأدبية قناة تلفز يونية خاصة تنقل نشاطهم لكل شرائح المجتمع وبذلك تتحقق الثقافة للجميع، وفق الله وسدد على طريق الخير كل أبناء الوطن المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم.

 

التعليقات

تعليق واحد على "الثقافة لم تحظ بالاهتمام ..!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري"

  1. تحية خالصة لك يابا عبدالله فيما تتناولة في هذا الموقع وانا من المتابعين لك في جميع مواضيعك

    اسأل الله العظيم الذي أشرقت الشمس بأمره وتوزعت الأرزاق بكرمه
    أن يبلغنا وإياكم أطيب معايش الدنيا وأعلى منازل الجنة، وأن يجعلنا وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله وبورك له في رزقه وماله وكتبه الله من السعداء في الـدارين، ووالدينا وأولادنا ومن له معروف علينا، والمسلمين أجمعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *