السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

كفايه – للكاتب أ.ناصر آل عثمان العمري

كفايه – للكاتب أ.ناصر آل عثمان العمري

إن هذا الذي أُطالب بالاكتفاء منه, هو داء الملوك والرؤساء والعظماء والوزراء والأدباء والمثقفين ورجال الدعوة والعامةِ على حدٍ سواء, إنه داء العصر ومعضلة الزمان وسرطان القرن إلّم يكن منذ قرون عِده, رأيت الغالبية غافلٌ عنه, وتوجست من خطر انتشاره وعلِمت بأقوامٍ سقطوا مغشياً عليهم بسببه, فإن ذهبوا فلا تسأل عن ماضيهم أو آثارهم أو خيّريّتهم ,لأنهم قضوا نحبهم بآفة التملق على أيدي قتلةٍ محترفين .

 

لقد نظرت عن كثب إلى بعض دواوين الملوك فوجدت دودة التملق حاضرةً تنخر, ورأيت بعض المُجالس للمسؤولين والوزراء, فوجدت للقرين أثراً يكادُ للعيان يظهر, بسببه يفسد الملك ويضِل الرئيس ويحيد الحاكم ويخطأ الوزير ويكابر العامِّيُ بفضله وسمعته وأعماله على قِلّتها إذا لقي من يتملق له ويرفعه فوق قدره .

 

انّظُر إلى عروشٍ سقَطَت (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً)فَسَدَ بعضهم بسبب بطانةِ التملق والتظاهر بصلاح الحال وخيرية السياسة وتعدد الفضائل والنِعم ,والحقيقة أنه لا يدري أن خيوط كفنه قد نُسِجت بسبب الفقر ورداءةِ الوضع وفساد الرئاسة وتملق الخائن المؤتمن,, فهل من متّعضٍ أو متدبرٍ أو ناظر !! قد يكتنف هذه الجُمل شيئاً من الغموض إلا أنها واضحة المعنى صريحة الطرح.

 

إنني أوجه رسالة إلى حَمَلَةِ التملق والدجل والنِفاق فأقول: كفاكم تملقاً وخيانة,وفإن من الغدر أن تتسببوا في هلاك المطمئنين إلى صنيعكم, قولوا للخطأ خطأ وللصواب صواب من غير مزايدةٍ ولا نفاق ,, لأن التملق هو المعنى الباطن للكذب, أو الكذب نفسه, لقد أهلكتم الحرث والنسل وجاملتم حتى تمكنتم فلِم هذا كُله !! قُبحاً لمن يُظهر الإعجاب ويُبّطن البغض والنقيض , بُعداً لمن يُبهرج لنا أعمالاً ليست صواب بتزلفٍ ليحقق مقاصده ومآربه,لقد سَئِمَ الكل من هذا الشعور وضِقنا ذرعاً من هذا التصرف وكرهنا مشاهدته عند أهل الرأي والقرار ;لأنه حماقةٌ وتربص.

 

ختاماً,,, ألا فلينتهي الذين تمرسوا على التملق في مجتمعاتهم من هذا السفه والجنون, وعليهم أن يتخلّوا عن هذا السم الزعاف من أفواههم; لأن الجميع قد عرف المنتهى وتوقع العموم النتيجة و (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) فهل سيتوقف هؤلاء عندما نقول لهم(كفايه) !!.

 

 

التعليقات

تعليق واحد على "كفايه – للكاتب أ.ناصر آل عثمان العمري"

  1. بيض الله وجهك ع المقال الصريح الذي يحكي مأساة تضرر منها الكثير خصوصا في الآونه الأخيره .. نسأل الله أن يصلح الحال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *