الجمعة ١٨ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٠ شوال ١٤٤٦ هـ

الشاعر محمد الشهري .. الشعراء ساهموا كثيرا في تسطيح ذائقة المتلقي

الشاعر محمد الشهري .. الشعراء ساهموا كثيرا في تسطيح ذائقة المتلقي

 

صحيفة النماص اليوم :

 

محمد الشهري.. لم يكن شاعرًا عاديًا في بداياته ووجد من الإعلام الشعبي من الاحتفاء ما يليق بشاعريته في تلك الفترة، ولكنه مع طفرة الإعلام الجديد الذي يستطيع فيه الشاعر أن يقدم نفسه بنفسه توارى عن الانظار وهو في قمة الحضور والشاعرية، من هنا جاءت فكرة هذا اللقاء في محاولة لتقديم شاعر يستحق الاحتفاء وطرح الكثير من الرؤى حول الشعر والساحة في مراحلها المختلفة. الشهري الذي لم تكن النجومية خيارًا له حسب رأيه وكذلك الغياب أرجع سبب ابتعاده إلى أنه لا يملك اللياقة الإلكترونية للوجود في مواقع التواصل صوتا وصورة مؤكدًا أن مواقع التواصل أصبحت تقدم الشعر معلّبًا للزبون حسب نوع القضية الاجتماعية اليومية التي تُطرح وتُهشتق ويتم التسويق لها للبحث عن الضوء وعن اكثر عدد متابعين ممكن.. إليكم محمد الشهري بشعره ووعيه ونجوميته.

* من 2006 إلى 2011.. خمس سنوات من النجومية والأضواء عقبها ماعقبها من الغياب والخفوت، أين محمد بين الأمس واليوم وكيف هو حال الشعر معه؟
– لم تكن النجومية اختيارًا وكذلك الغياب.. اختلفت معايير الشعر والإعلام ولا أنكر أنني لا أملك اللياقة الإلكترونية لكي أكون موجودًا صوتًا وصورة في قنوات التواصل بشكل شبه يومي والتي تضج بكلما هو متاح.. فأنا من جيل المنتديات والمجلات الشعبية والتي غالبا ماكانت متخصصة الطرح والمادة ومجدولة الظهور والوجود.. ليس كما هو حاصل الآن.. وأضف لذلك المتغيرات التي طرأت على العالم العربي بعد ٢٠١١ فتحت آفاقًا مؤثرة للمتابعة والاطلاع ورغم ذلك مازلت أسيرا للشعر ومتابعًا جيدًا ولكني مقل جدا في الكتابة لعدم التفرغ ولظروفي الخاصة أيضًا.

* كيف برأيك تقيّم مستوى هذه المرحلة الشعرية مقارنة بتلك المرحلة التي نشأت وبدأت فيها ومنها، ألا ترى أن ماتحدثت عنه من ظروف عامة قد أثرت على الشعر -لغة ومعنى- بغض النظر عن إيجابية وسلبية المنتج؟.
– بالطبع أثرت سلبيًا وهذا هو المعيار الذي اختلف شعريًا.. في ظل هذا التواصل اصبح الشعر معلّبًا يُقدم للزبون حسب نوع القضية الاجتماعية اليومية التي تُطرح وتُهشتق ويتم التسويق لها للبحث عن الضوء وعن اكثر عدد متابعين ممكن.. كما أن بعض الشعراء ساهموا بشكل كبير في تسطيح ذائقة المتلقي من خلال قصائد لاتسمن ولاتغني من فكر وإحساس ولك أن تتخيل أن أكثر كلمتين تكررت مؤخرا في قصائد الكثيرين هي «الطَّيب والردي».. لا أعلم كيف يتزامن هذا الهياط مع الواقع المؤلم الذي نعاصره حاليًا !!

* ماهي برأيك أسباب الفجوة التي اتسعت بين قنوات الإعلام لدينا وبين الشاعر المبدع؟ وماذا تقترح لإعادة الشعر الجيد نحو الواجهة وتقديم شعرائه بشكل يليق بهم وبالشعر؟
– قنوات الإعلام للأسف تبحث عن المروّج الضاحك والمشكلجي والمهايطي أكثر من المبدع الذي ينأى بنفسه عن التهريج والإسفاف، والشعر الجيد سيبقى وسيعود عندما تنتهي هذه الموجة التخبطية يومًا ما. واقترح لإعادة الشعر الجيد القراءة والقراءة والقراءة.. هكذا سيتقدم المتلقي والشاعر والإعلامي وسترتقي الذائقة والطرح.

* ماهو المهم الآن.. الصنعة أم الموهبة للشاعر؟ وهل ٱنت مع من يقول: إن الصناعة مفسدة للشعر وتشويه لبساطته، وهل الموهبة وحدها تكفي الشاعر؟
– لا اعتقد ان هناك إجابة شافية أكثر مما قال فهد عافت: إن ‏»الصنعة في الشعر إذا لم تتقن تقتل روح الشعر وتكون أمام نص جامد» هي عامل مساعد ومنمٍّ، طبعا للعامل الأول والأهم وهي الموهبة والموهبة لا تكفي.. تحتاج لعوامل أخرى تساعد في تميز وخصوصية ابداع الشاعر كالقراءة والثقافة عموما والتفاعل وجدانيًا اضافة إلى الحضور والإحساس بقيمة وأهمية الشعر كرسالة إنسانية أكثر من كونه مكانة اجتماعية

* كيف تقيّم تجربة الشعر الحالية بسابقها من التجارب؟ خصوصًا في تحولها من الهم الفردي إلى الهم الجمعي والإنساني بالدرجة الأولى.
– ليست بالمأمولة ولا تحمل تلك التفاصيل الجميلة في سابقتها، غلبة الهم الجمعي تخلو من استقلالية البوح والإحساس وكأنما هناك أطراف أخرى تشارك الشاعر كتابة النص.

* أقمت عام 2007 امسية في مهرجان هلا فبراير ونحن نعلم ماذا يمثل هذا المهرجان في تلك السنوات، لماذا برأيك شعراء السعودية يتمّ تقديمهم وتكريمهم في الغالب خارج البلاد.؟
– للأسف قصور نظرة ووعي المسؤولين إعلاميًا وثقافيًا في أهمية ودور الفن بشكل عام وتأثيره في الشعوب وخصوصية الشعر كونه أحد أهم الفنون لدينا وأيضًا كموروث معرفي وهويّة تسبّب في ذلك سواء بشكل مباشر او غير مباشر رغم الإمكانيات الكبيرة التي كان بالإمكان توفيرها لتكون السعودية المنبر الأول الذي من خلاله يتم تقديم وتكريم الشعراء خصوصاّ أنها ولاّدة بالمبدعين في كل المجالات الفنية وكانوا ولا زالوا الأبرز والأنضج تجربةً مع احترامي ومحبتي وتقديري لكل المبدعين خارجها..

*كيف ترى الثورة التقنية وتأثيرها في دور وانتشار الشعر وخدمته فضلا عن خدمة الشعراء أنفسهم؟ وهل من الممكن أن ينسحب البساط على الشعر المقروء في ظل تقدم المرئي والمسموع من البرامج على المقروء منها؟
-هي بالتأكيد عامل مساعد ومهم جدا للانتشار وليس للجودة، واعتقد أن تأثيرها كان سلبيًا على الشعر وإيجابيا على الشعراء لأن الاستهلاك الزائد عن حده لأي فن يتسبب في فقد المتلقي للحظة الترقب ولهفة الانتظار.. والشعر المقروء تبقى له نكهته الخاصة في أن الإقبال فيه يكون عمدًا وبكافة الحواس

*ماذا تتمنى للشعر وماذا تتخيل في المقبل من الأيام؟
-أتمنى أن تتغير النظرة التقليدية عن هذا الفن العظيم وأن يتطور الشعر لغةً وتركيبًا ومفهومًا وأن يكون أكثر عمقًا وتأثيرًا ممّا هو عليه الآن، وأتخيّل أن يقل عدد الشعراء كي نجد الشعر، كثرة الشعراء لاتضر بالشعر عموما لكنها تزيد من توهان القارئ وتجهل مهمة البحث عن الشعر الجيد مملة ومتعبة.  أتمنى فعلا مستقبلا زاهرًا للقصيدة المحكية والزمن كفيل بإثبات وخلود الشعر الجيد والحقيقي.

 

 %d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b16

 

التعليقات

تعليق واحد على "الشاعر محمد الشهري .. الشعراء ساهموا كثيرا في تسطيح ذائقة المتلقي"

  1. والله كان شاعر مبدع وله مستقبل
    حرام انه ماكمل مسيرته الاعلامية واستغل موهبته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *