رسالةٌ أهديها إلى كل مَن حمل همّ الدعوة الإسلامية, إلى كل الدُعاة إلى رسالة خير الأنام, إلى الذين حملوا شُعلة النور, إلى هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,إلى جماعات الاحتساب والدعوة, إلى الأئمة والخُطباء, إلى الدُعاة في المساجد والساحات وأوساط الشباب, إلى كل مسلمٍ يدعوا إلى دين الإسلام والسلام, هذه كلماتٌ من القلب أهديها إليكم,,
إننا في زمنٍ تزاحمت فيه على العقول مدلهمات الفِتن, وتكالب على شبابنا وأجيالنا أفكاراً لا ينجو مِنها إلا الفطِن, والعامة أقرب دائماً إلى صاحب الرسالة المحببة والأسلوب الحَسَن, والأولى بهذا الجيل ومَن بعده من أجيالنا أيها الدُعاة هُم أهل الرسالة الإسلامية والمنهج المعتدل, ثم إنني تابعت مؤخراً بعض أطياف الأفكار, وقرأت ونظرت عن كثبٍ في صنيع مَن ينتمون إلى معتقدات الأشرار, وإلى الذين يبثون السموم في العقول فإذا بهم يتلونون وكأنهم كالمتقين الأخيار الأبرار.
يا دعاة الإسلام,, إننا بحاجةٍ إلى دعوتكم الحسنة, وإلى منهجكم المعتدل, وإلى أسلوبكم الهادئ, وإلى احتوائكم اللطيف, حتى يبقى شابنا خالياً من خزعبلات الإلحاد, وسفاهات الأفكار وأوحال الثقافات وأحمال الزيغ مِن الأسفار, إنني ادعوكم إلى النهي عن المنكر بأسلوب محمد صلى الله عليه وسلم, فقبل النهي عن المنكر عليكم بالأمر بالمعروف, قربوا الضال إليكم, واحتواء المخطئ عندكم, وانصحوا الضال إذا ضل عنكم, يا دعاة الإسلام أنظروا إلى المخالفين لنا فِكراً أو معتقداً أو ثقافةً كيف يحتوون المخطئ إذا عاقبناه, وإلى العاصي إذا جرّمناه, وإلى الضال إذا نبذناه, إنهم يصطادون في الماء العكر, فهل مِن سبيلٍ لنوقف زحفهم؟! الأمر ليس بسهل, لقد خرج لنا في الآونة الأخيرة شباباً ملحدين, ومسلمين من إخواننا تحولوا متنصرين,وهؤلاء ضلّوا لحكمة يعلمها الله ثم لخللٍ في الدعوة مُبين.
يا دعاة الإسلام, إن الخطاب الحاد, واللهجة القوية, والعقاب السريع, كلها هذه الأمور سوف تُفِقُدان جيلاً قادم إذا لم يكن هناك اعتدالٌ وتلطُّف, عليكم أن تجعلوا الشباب يحبون الداعية أكثر من المطرب, ويَقّبَلون الآمر بالمعروف أكثر مِن ذلك المشهور الفاسق المذنب, وهذا هو السبيل إلى جعل الشباب كلهم دُعاةً إلى الإسلام ومحتسبين وناهين عن المنكر وهذا هو الطريق الأسلَمُ والأفضل والأقرب.
إلى رجالات الهيئات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,, متى سنسمع أن هيئةً أوقفت تجمعاً لشبابٍ وفتيات قبل الخلوة وقبل لقائهم وحوّلت تجمعهم إلى مجلسٍ دعوي تحفه الملائكه وتتنزل عليهم الرحمه ويذكرهم الله فيمن عنده؟ أليس الأمر بالمعروف قبل النهي عن المنكر؟! كل الذي نسمعه هو مداهمات اعتقالات تشهير ضرب مطاردات حلق سجن إلى غير ذلك حتى أصبحتم يا هيئة المعروف كابوساً يُنكر, أنني اليوم أتحدث عنكم لأنكم المؤثر الأكبر, والممثل للدعوة في أوساط الشباب والمجتمع وأنتم المخولين بالوعظ والإرشاد والعِبَر, وهذا البوح من قلب محبٍ والله يعلم ما كتبه قلمي وما يُخفيه الصدر.
يا دعاة الإسلام, يا رجال الاحتساب, يا حَمَلة النور, لا تجعلوا للشيطان بينكم فرجة, ساووا بين صفوف الشباب حتى لا يدخل بينكم أذناب الليبرالية, أو أشباح الإلحاد أو أوباش العلمانية, عليكم بالخطاب الهادئ في النصح, المحبب إلى القلب المُقرِّب إلى الحُسنى, وأَعِدُكُم أن يحتار الأعداء في شبابنا فلا نسمع بشاتمٍ للإسلام من بين أظهرنا ولا بسفيهٍ يسب رسولنا وهو ينتمي إلينا, ولا ضالاً ونحن ندعوا إلى سبيل الإسلام على هُدى, وهذا هو خطاب الاعتدال يا دُعاة الإسلام باختصار إن صح المعنى.
التعليقات